والمستحب ، ما زاد عن (١) ذلك.
وتظافرت الأخبار بأن صلة الأرحام تزيد في العمر (٢). فأشكل هذا على كثير من الناس ، باعتبار أن المقدرات في الأزل ، والمكتوبات في اللوح المحفوظ ، لا تتغير بالزيادة والنقصان ، لاستحالة خلاف معلوم الله تعالى ، وقد سبق العلم بوجود كل ممكن أراد وجوده ، وبعدم كل ممكن أراد بقاءه على حالة العدم الأصلي ، أو إعدامه بعد إيجاده ، فكيف يمكن الحكم بزيادة العمر ونقصانه بسبب من الأسباب؟! واضطربوا في الجواب ، فتارة يقولون : هذا على سبيل الترغيب (٣).
وتارة : المراد به الثناء الجميل بعد الموت (٤) ، وقد قال الشاعر المتنبي (٥) (٦) :
__________________
٢ ـ ١٥٦.
(١) في (ح) و (أ) : على.
(٢) انظر : المتقي الهندي ـ كنز العمال : ٢ ـ ٧٣ ـ ٧٤ ، حديث : ١٧٨٠ ـ ١٧٨١ ، ١٧٩٠ ـ ١٧٩٢ ، ١٧٩٦ ، ١٧٩٨ ، ١٧٩٩ ، والحر العاملي ـ وسائل الشيعة : ١٥ ـ ٢٤٣ ـ ٢٤٦ ، باب ١٧ من أبواب النفقات ، حديث : ٢ ـ ٤ ، ٨ ـ ١٠ ، ١٢ ـ ١٥.
(٣) انظر : القرافي ـ الفروق : ١ ـ ١٤٧ ـ ١٤٨.
(٤) انظر : ابن العربي ـ شرح صحيح الترمذي : ٨ ـ ١١١ ، والنوويّ ـ شرح صحيح مسلم : ١٦ ـ ١١٤ (نقلا عن القاضي عياض اليحصبي).
(٥) زيادة من (أ) و (م).
(٦) هو أبو الطيب ، أحمد بن الحسين بن الحسن ، الجعفي ، الكندي ، الكوفي ، الشهير بالمتنبي. ولد بالكوفة سنة ٣٠٣ ه ، وقدم الشام