وقال آخر : (١)
وهي الشّفاء لدائي لو ظفرت بها |
|
وليس منها شفاء الدّاء مبذول |
[فكأنّهم قالوا : كان الأمر والشأن : [الناس] صنفان ، وشفاء الداء مبذول](٢) ، وما أشبه ذلك.
وإذا عدّوها إلى مفعول قالوا : كنت زيدا ، وكانني (٣) زيد. فهذا مثل : ضربت زيدا ، وضربني زيد (٤). وقالوا في مثل : «إذا لم تكنهم (٥) فمن ذا يكونهم»؟ قال الشاعر : (٦)
فإن لم يكنها ، أو تكنه ، فإنّه |
|
أخوها ، غذته أمّه ، بلبانها |
وربّما جعلوا النكرة اسما ، والمعرفة خبرا (٧) ، فيقولون : كان رجل عمرا. إلّا أنّ (٨) النكرة أشدّ تمكّنا من المعرفة ، لأنّ أصل الأشياء (٩) نكرة ، ويدخل عليها التعريف. والوجه أن تجعل المعرفة
__________________
(١) هشام أخو ذي الرمة. الكتاب ١ : ٣٦ و ٧٣ والمقتضب ٤ : ١٠١ والجمل للزجاجي ص ٦٤ وشرح المفصل ٣ : ١١٦ والمغني ص ٣٢٧ والهمع ١ : ١١١ والدرر ١ : ٨٠.
(٢) من ق. وفيها : والشأن نصفان.
(٣) في الأصل : «وكأنني». ب : وكأنّي.
(٤) في الأصل : وكلمني محمد.
(٥) في الكتاب ١ : ٢١ : إذا لم نكنهم.
(٦) أبو الأسود الدؤلي. ديوانه ص ٧٢ والكتاب ١ : ٢١ والمقتضب ٣ : ٩٨ والإنصاف ص ٨٢٣ وشرح المفصل ٣ : ١١٧ والأشموني ٣ : ١١٨ والعيني ١ : ٣١٠ والخزانة ٢ : ٤٢٦. يذكر نبيذ الزبيب ويجعله أخا الخمر.
(٧) في النسختين : خبره.
(٨) في الأصل وق : لأنّ.
(٩) ب : لأنّ الأصل.