فيها ، بتقديم وتأخير وإسقاط وتشويه ، فاضطررت إلى إغفال بيان كثير منه ، واكتفيت منه بما شاركت فيه «ق» ، أو كان فيه فائدة مرجوّة.
وقد استعنت على تقويم النصّ ، بما قدّمته النسخ الثلاث ، أو بالرجوع إلى مصادر النحو واللغة والتفسير والأدب ، أو بما يقتضيه سياق التفكير والتعبير. ولذلك اضطررت إلى إقحام كلمات وجمل وعبارات ، بين أثناء النصّ ، وقد حصرت كلّا منها بين قوسين معقوفين ، عدا ما استقيته من النسختين لإتمام الآيات الكريمة ، ومحتوى الورقتين ١٣ و ١٦ ، وزيادات آخر «ق». فأمّا ما كان مزيدا من إحدى النسختين ، أو من مصدر محدّد ، فقد علّقت عليه بذكر مورده. وأمّا ما كان استظهارا واجتهادا ، فقد تركته غفلا من التعليق.
ولقد أصاب النصّ في الورقات الأولى من الأصل اضطراب وتداخل ، أفسدا استقامته وتسلسله ، فحاولت تقويم ذلك وتسديده ، بالظنّ والتقدير كما كان في مستهلّ الورقة ٣ ، وبمعونة النسختين كما كان في مستهلّ الورقة ٤. ولذلك ستجد خلافا بين الأصل والنصّ في ترقيم الأوراق الأولى.
وهكذا استقام لديّ النصّ ، فوزّعته على عناوين رئيسيّة وفرعيّة متناسقة ، وفقر لطيفة متساوقة ، وصوّبت ما أشكل في التصحيف والتحريف والتشويه. ثم زوّدت الكلمات بالإعجام والضبط الضروريّين ، وملأت ما بين عباراته وجمله ومفرداته بعلامات الترقيم تيسّر التناول والاستفادة ، وجعلت للآيات الكريمة أقواسا كبيرة ، وللأحاديث الشريفة والجمل والكلمات المحكيّة أقواسا صغيرة مزدوجة ، ولسداد الثغر أقواسا معقوفة.
بيد أنّ هذه الاستقامة المرجوّة لم تحل دون بروز جانب من القلق والاضطراب. فقد لبثت فقر تتململ في مواطنها ، أشرت إليها في التعليق ولم أجد لهدايتها سبيلا ، وأشكلت عليّ عدة عبارات لم أصل إلى الصواب فيها ، فتركتها كما هي ، يحكم في أمرها المحقّقون والتاريخ.
ثمّ ألحقت بالنصّ تعليقات تضمّ ، بالإضافة إلى خلافات النسخ ، متمّمات