ولا يجوز صوم يوم الشك بنيّة رمضان.
______________________________________________________
ولا يتوهم (١) فهم عدم جواز نيّة الوجوب واجزائها عن الندب مطلقا حتى مع الجهل والنسيان أيضا ، من النهي عن صومه وعن رمضان.
لاحتمال كون ذلك باعتبار القصد عن الشهر مع عدم العلم أو العلم كما هو الظاهر ، لا من جهة الوجوب بدل الندب.
ويفهم أيضا منها كون النيّة في الليل ، والاعتداد في الصوم بالنيّة في الجملة كما تقدم في أوائل كتاب الصوم من الإشعار بها.
فلعلّ كونه تركا واقعا لا يتمحّض كونه عبادة الّا بها ، ولأنّ الظاهر أنّه لا بد في العبادات والتكليف من فعل ، وليس هنا فعل ظاهرا فيجب النيّة حتى يظهر جواز التكليف وقد أشرنا إلى تحقيق الحال فيما تقدم ، فتذكّر.
وأيضا ان قول المصنف : (فلو نوى إلخ) لم يتفرّع على مجرّد قوله : (ولا يقع إلخ) والّا لم يقع فيه خلاف ، لعدم الخلاف في عدم وقوع الغير فيه مع العمد والعلم ، وهو المراد على الظاهر كما بيّناه ، بل تضم مقدّمة أخرى ظاهرة ، عنده وهي عدم إجزاء عبادة مع نيّة غيرها ، فتأمّل.
قوله : «ولا يجوز صوم يوم الشّك بنيّة رمضان» دليله عدم جواز التشريع والاخبار المتقدمة ، ورواية قتيبة الأعشى ، قال : قال أبو عبد الله عليه السّلام : نهى رسول الله صلّى الله عليه وآله عن صوم ستّة أيّام ، العيدين ، وأيّام التشريق ، واليوم الذي يشك فيه من رمضان (٢).
__________________
(١) حاصل التوهم ان النهي عن صوم يوم الشك وعن جعله من رمضان يدلّ على عدم جواز نيّة الوجوب بدلا عن نيّة الندب وعدم اجزائها عنه ، وحاصل الجواب ان النهي المذكور محمول على الوجه في النهي عدم علم المأمور بأن المأمور به هو شهر رمضان لا أنّ الوجه عدم إجزاء نيّة الوجوب عن الندب فإن الأحكام تابعة للحيثيّات
(٢) الوسائل باب ٦ حديث ٢ من أبواب وجوب الصوم ونيّته