.................................................................................................
______________________________________________________
رياضها ، وأوسطها وأعلاها ، لمن ترك المراء وهو صادق ، ذروا المراء ، فإن أول ما نهاني عنه ربّى بعد عبادة الأوثان المراء (١).
وعنه صلّى الله عليه وآله : من لقي الله عز وجلّ بهن دخل الجنّة في أي باب شاء من حسن خلقه وخشي الله في المغيب والمحضر وترك المراء وان كان محقا (٢) ـ وغير ذلك.
واما حقيقته فالظاهر أن المراد به المجادلة في البحث ورد كلام الخصم.
وذلك قد يكون حراما بشرط عدم قصد صحيح ، مثل إظهار الحق على وجه ظاهر حسن غير مستلزم لقبيح بوجه أصلا كما مرّ إليه الإشارة في الآيتين (٣).
بل قد يكون ذلك واجبا.
وقد يكون مستحبا ، وهو ظاهر.
وقد يكون مباحا إذا كان الغرض مجرد إظهار الحق مع عدم تعقّل نفع دينيّ فيه بوجه ، له ولغيره مع عدم اشتماله على قبيح.
وقد يكون مكروها إذا اشتمل على ما مرّ ، مع احتمال أن يؤل الى قبيح مّا.
وقد يكون حراما ، بان يكون الغرض الإلزام وإظهار الغلبة وتفضيح الخصم وتزييف كلامه بحق أو باطل وتجهيله ، وإظهار علمه ، وتزكية نفسه ، وغير ذلك من الأغراض الفاسدة المهلكة التي لا تخلو عنه نفس ، الا من عصمة الله.
بل (٤) الخالي عن الغرض الصحيح ، وإظهار الحقّ مطلقا ، والمستلزم ترك
__________________
(١) منية المريد ص ٦٢ طبع قديم (في فصل أوقات المناظرة)
(٢) الوسائل باب ١٣٥ حديث ٢ من أبواب العشرة من كتاب الحج
(٣) وهما قوله تعالى (فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلّا مِراءً ظاهِراً) ـ الكهف ٢٢ وقوله تعالى (وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ـ النحل ـ ١٢٥
(٤) يعنى لا يلزم في تحريمه ان يكون الغرض الإلزام إلخ بل يكفى ان يكون خاليا عن الغرض الصحيح إلخ