عنها والجائزة طلب دعاء المؤمن لأخيه» (١).
نحن أيضا نقول : من الشرك أن يطلب الإنسان من أحد شيئا يختص به الخالق ، ومن الشرك أن يتجه الإنسان في ذلك الطلب إلى فرد يعتبره قادرا بشكل مستقل عن تلبية ذلك الطلب. أما إذا طلب الإنسان من أحد شفاعة منحها له الله ، فما ذلك بشرك ، بل هو عين الإيمان والتوحيد ، ويشهد على ذلك كلمة «مع» في قوله تعال : (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) التي تفيد أن المنهي عنه هو دعوة شخص نعتبره في منزلة الله ، ونعتبره مصدرا مستقلا في التأثير. (تأمل بدقّة).
هدفنا من التأكيد على هذا الموضوع ، هو أن ما اعتراه من مسخ وتحريف وفّر الفرصة لأعداء الدين كي يطعنوا في المقدسات الدينية ، كما أدّى إلى ظهور تفسيرات واستنتاجات خاطئة لدى بعض المجموعات الإسلامية ، ممّا جرّ بدوره إلى تفرقة صفوف المسلمين.
والفهم الصحيح للشفاعة يؤدي كما رأينا إلى سموّ أخلاق المجتمع وتكاملها.وإلى إصلاح الأفراد الفاسدين ، كما يؤدي إليه قطع دابر الطعانين ، وإلى إحلال الوحدة بين المسلمين.
نأمل من العلماء والمفكرين الإسلاميين أن يتعمّقوا في تحليل هذه المسألة قرآنيا ومنطقيا ، كي يسدّوا الطريق أمام طعن أعداء الإسلام ويساهموا في رصّ الصفوف.
* * *
__________________
(١) زيارة أهل القبور ، ص ١٥٢ ، نقلا عن كشف الارتياب ، ص ٢٦٨.