الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ) (البقرة : ١٩) ، ف «من الصواعق» يحتمل أن تكون فيه «من» لابتداء الغاية فتتعلّق بمحذوف ، أي خوفا من الصواعق ، ويجوز أن تكون معلّلة بمعنى اللام كما في قوله تعالى : (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍ) (الحج : ٢٢) ، أي لغمّ.
وعلى كلا التقديرين ف «من الصواعق» في محل نصب على أنه مفعول له ، والعامل فيه (يَجْعَلُونَ). و (حَذَرَ الْمَوْتِ) مفعول له أيضا فالعامل فيه (مِنَ الصَّواعِقِ) ، ف «من الصواعق» علة ل «يجعلون». معلول لحذر الموت ، لأن المفعول الأول الذي هو «من الصواعق» يصلح جوابا لقولنا : (١) [لم يجعلون أصابعهم في آذانهم؟ والمفعول الثاني الذي هو «حذر الموت» يصلح جوابا لقولنا] (١) : لم يخافون من الصواعق؟ فقد ظهر ذلك.
الخامس : اللام في المفعول له ، وتقوم مقامه الباء ، نحو : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا) (النساء : ١٦٠).
[ومن] (٢) ، نحو : (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا) (المائدة : ٣٢). ٣ / ٩٦
والكاف ، نحو : (كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ) (البقرة : ١٥١) ، وقال : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) (البقرة : ١٥٢) ، وقال : (فَاذْكُرُوا اللهَ كَما عَلَّمَكُمْ) (البقرة : ٢٣٩) ، أي لإرسالنا وتعليمنا.
السادس : الإتيان بإنّ ، كقوله تعالى : (وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المزمل :٢٠).
(وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) (التوبة : ١٠٣).
(وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) (يوسف : ٥٣).
(فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً) (طه : ١٠).
وكقوله : (فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) (يس : ٧٦) ، وليس هذا من قولهم ، لأنه لو كان قولهم لما حزن الرسول ، وإنما جيء بالجملة لبيان العلة والسبب [١٧٨ / ب] في أنه لا يحزنه قولهم.
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٢) ساقطة من المخطوطة.