وقوله : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) (سبأ : ٥١).
وقوله : (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة : ٢).
وقوله : (ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ) (غافر : ١٨).
وقوله : (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ) (الأنفال : ٥٨) ، معناه قابلهم بما يفعلونه معك ، وعاملهم مثل معاملتهم لك سواء مع ما يدلّ عليه «سواء» من الأمر بالعدل.
وقوله : (وَغِيضَ الْماءُ [وَقُضِيَ الْأَمْرُ]) (١) (هود : ٤٤) ، فإنه أشار به إلى انقطاع مدة (٢) الماء النازل من السماء والنابع من الأرض. وقوله : (وَقُضِيَ الْأَمْرُ) (هود : ٤٤) أي هلك من ٣ / ٢٣١ قضى هلاكه ، ونجا من قدرت نجاته ، وإنما عدل عن لفظه إلى لفظ التمثيل ؛ لأمرين : اختصار اللفظ ، وكون الهلاك والنجاة كانا بأمر مطاع ، إذ الأمر يستدعي آمرا ومطاعا ، وقضاؤه يدلّ على قدرته.
***
ومن أقسام الإيجاز الاقتصار على السبب الظاهر للشيء ؛ اكتفاء بذلك عن جميع الأسباب ، كما يقال : فلان لا يخاف الشجعان ، والمراد لا يخاف أحدا.
ومنه قوله تعالى : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَ) (البقرة : ٢٢٨) ، ولا شك أنّ من فسخت النكاح أيضا تتربص ، لأن السبب الغالب للفراق الطلاق.
وقوله (٣) : (أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ) (النساء : ٤٣) ، ولم يذكر النوم وغيره ؛ لأنّ السبب الضروريّ الناقض خروج الخارج : فإن النوم الناقض ليس بضروريّ ، فذكر السبب الظاهر ، وعلم منه الحكم في الباقي.
ومنه قوله : (يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى) (طه : ٧) ، أي وهو ما لم يقع في وهم الضمير من الهواجس ، ولم يخطر على القلوب من مخيّلات الوساوس.
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (مادة).
(٣) في المخطوطة (وقال تعالى).