السبت قبل خلقه يوم السبت ، وكذا الباقي.
وهذا وإن كان خلاف الظاهر لكن أوجبه ما قاله الطبري ؛ من أنه يتعين (١) تأخير [خلق] (٢) الأيام لما ذكرناه من الدليل المستفاد من الخبرين.
والحاصل أن الزمان قسمان : تحقيقيّ وتقديريّ ؛ والمذكور في الحديث التقديريّ.
٣ / ٢٤٣ ومنه قوله تعالى : (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) (الرحمن : ١٧). (مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا) (الأعراف : ١٣٧) ؛ ولذلك لما استغنى عن أحدهما ذكر المشرق فقط ، فقال : (وَرَبُّ الْمَشارِقِ) (الصافات : ٥). (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا) (الصافات : ٦).
ومنه قوله تعالى : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ) (الملك : ٢) ، وقوله [٢٠٧ / أ] : (٣) [(وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا) (النجم : ٤٤). (وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ) (البقرة : ٢٨).
ويمكن فيه وجوه أخر :
منها أن فيه قهرا للخلق ، والمقام يقتضيه.
ومنها أنّ حياة الإنسان كلا حياة ، ومآله إلى الموت] (٣) ، ولا حياة إلا بعد الموت.
ومنها (٤) أن الموت تقدم (٥) في الوجود ، إذ (٦) الإنسان قبل (٧) نفخ الروح فيه [كان] (٨) ميتا لعدم الروح وهذا إن أريد بالموت عدم الوجود ؛ بدليل : (وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ) (البقرة : ٢٨) ، وإن أريد به بعد الوجود ، فالناس متنازعون في الموت : هل هو أمر وجوديّ (٩) [كالحياة أولا؟ وقيل بالوقف ، فقالت الفلاسفة : الموت عدم الحياة عما من شأنه أن يكون حيّا. والجمهور على أنه أمر وجوديّ] (١٠) يضادّ الحياة ، محتجين بقوله : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ
__________________
(١) تكررت العبارة في المخطوطة كما يلي ( ... يتعين خلق الأيام كلها ثم قدّر كل يوم مقدارا فخلق التربة في مقدار يوم السبت قبل خلقه يوم السبت وكذا الباقي وهذا وان كان خلاف الظاهر ...) الخ.
(٢) ساقطة من المطبوعة.
(٣) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٤) في المخطوطة (ومنه).
(٥) في المخطوطة (يقدم).
(٦) في المخطوطة (إن).
(٧) في المخطوطة (كان قبل).
(٨) ساقطة من المخطوطة.
(٩) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.