وَالْحَياةَ) (الملك : ٢) ، والحديث في الإتيان بالموت في صورة كبش وذبحه (١).
وأجيب عن الآية بأن الخلق بمعنى التقدير ، ولا يجب في المقدّر أن يكون وجوديّا ، وعن الثاني بأنّ ذلك على طريق التمثيل ؛ لبيان انقطاع الموت وثبوت الخلود.
فإن قلنا : عدميّ ، فالتقابل بينه وبين الحياة تقابل العدم [والملكة] (٢) وعلى الصحيح تقابل التضاد. وعلى القول بأنه وجوديّ يجب أن يقال : تقديم (٣) الموت الذي هو عدم ٣ / ٢٤٤ الوجود ؛ لكونه (٤) سابقا أو معدوم (٥) الحياة ، الذي هو مفارقة الروح البدنيّ يجوز أن يكون لكونه الغاية التي يساق إليها [الإنسان] (٦) في دار الدنيا ؛ فهي العلّة الغائبة بعدم تحقيقها (٧) ، لتحققه ، (٨) [فخص العلة العامة] (٨) كما وقع تأكيده في قوله : (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ) (المؤمنون : ١٥) ، أو تزهيدا في الدار الفانية ، وترغيبا فيما بعد الموت.
فإن قيل : فما وجه تقدّم (٩) «الحياة» في قوله : (قالَ فِيها تَحْيَوْنَ وَفِيها تَمُوتُونَ) (الأعراف : ٢٥) وقوله : (وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (الأنعام : ١٦٢).
قلنا : إن كان الخطاب لآدم وحواء ، فلأنّ حياتهما [في الدنيا] (١٠) سبقت الموت ، وإن كان للخلق بالخطاب لمن هو حيّ يعقبه (١١) الموت ، فما (١٢) التقديم بالترتيب ، وكذا الآية بعده.
__________________
(١) من حديث عن أبي سعيد الخدري رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح فينادي مناد ...» الحديث. أخرجه البخاري في الصحيح ٨ / ٤٢٨ ، كتاب التفسير ٦٥ ، السورة (١٩) باب (١) ، الحديث (٤٧٣٠). ومسلم في الصحيح ٤ / ١٨٨ كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٥١) ، باب النار يدخلها الجبارون ... (١٣) ، الحديث ٤٠ / ٢٨٤٩.
(٢) ساقطة من المخطوطة.
(٣) في المخطوطة (يقدم).
(٤) في المخطوطة (ولكونه).
(٥) في المخطوطة (تقدم).
(٦) ساقطة من المطبوعة.
(٧) في المخطوطة (بعد ما تحقيقا).
(٨) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٩) في المخطوطة (تقديم).
(١٠) ساقطة من المخطوطة.
(١١) في المخطوطة (يقتضيه).
(١٢) في المخطوطة (فجاء).