فإن قيل : فما وجه تقديم الموت على الحياة في الحكاية عن منكر البعث (١) [في قوله (وَقالُوا]) (١) ما هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا (الجاثية : ٢٤) (٢) [فإن التقدير نحيا ونموت] (٢).
قلت : لأجل مناسبة رءوس الآي.
فإن قلت : فما وجه تقدم التوفّي على الرفع في قوله : (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَ) (آل عمران : ٥٥) مع أنّ الرفع سابق؟
قيل : فيه جوابان :
أحدهما : المراد بالتوفّي [في] (٣) النوم ، كقوله تعالى : (يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ) (الأنعام : ٦٠).
وثانيهما : أن التاء في «متوفّيك» زائدة ، أي موفيك عملك.
ومنها سبق إنزال ، كقوله [تعالى] (٣) : (وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ* مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ) (آل عمران : ٣ ـ ٤). وقوله : (الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ) (الأعراف : ١٥٧).
وأما قوله : (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ) (آل عمران : ١٩٩) ، فإنّما (٤) قدم القرآن منبّها (٥) له على فضيلة المنزّل إليهم. ٣ / ٢٤٥
ومنها سبق وجوب ، كقوله تعالى : (ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا) (الحج : ٧٧) ، وقوله : (تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً) (الفتح : ٢٩).
فإن قيل : فقد قال : (وَاسْجُدِي وَارْكَعِي (٦) مَعَ الرَّاكِعِينَ) (آل عمران : ٤٣).
قيل : يحتمل أنه كان في شريعتهم السجود قبل الركوع ، ويحتمل أن يراد بالركوع ركوع الركعة الثانية.
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ليس في المطبوعة وقد تصحفت في المخطوطة إلى (وقالوا إن هي ...) الآية والصواب ما أثبتناه.
(٢) ما بين الحاصرتين ليس في المطبوعة ، وقد تصحفت في المخطوطة إلى (يحيي ويميت).
(٣) ليست في المطبوعة.
(٤) في المخطوطة (فإنه).
(٥) في المخطوطة (تنبيها).
(٦) تصحفت في المخطوطة إلى (واسجدوا واركعوا).