٢٢٢ ـ ما رأيت امرأ أحبّ إليه ال |
|
بذل منه إليك يا ابن سنان |
ولم يقع هذا التركيب في التنزيل.
واعلم أن مرفوع «أحبّ» في الحديث والبيت نائب الفاعل ؛ لأنه مبني من فعل المفعول ، لا من فعل الفاعل ، ومرفوع أحسن في المثال بالعكس ؛ لأن بناءه على العكس.
ثم قلت : وإذا كان بأل طابق ، أو مجرّدا أو مضافا لنكرة أفرد وذكّر ، أو لمعرفة فالوجهان.
وأقول : استطردت في أحكام اسم التفضيل ، فذكرت أنه على ثلاثة أقسام :
أحدها : ما يجب [فيه] أن يكون طبق من هو له ، وهو ما كان بالألف واللام ، تقول : «زيد الأفضل» و «هند الفضلى» و «الزّيدان الأفضلان» و «الهندان الفضليان» و «الزّيدون الأفضلون» و «الهندات الفضليات أو الفضّل».
الثاني : ما يجب فيه أن لا يطابق ، بل يكون مفردا مذكرا على كل حال ، وهو نوعان ؛ أحدهما : المجرد من أل والإضافة ، تقول «زيد ـ أو هند ـ أفضل من عمرو»
______________________________________________________
٢٢٢ ـ هذا بيت من الخفيف ، ولم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين ، وهو من شواهد المؤلف في القطر (رقم ١٣٢) ويظنه بعض الناس من شعر زهير بن أبي سلمى المزني الذي أكثر من مدح هرم بن سنان المري ، وهو ظن خاطئ.
الإعراب : «ما» نافية ، «رأيت» فعل وفاعل ، «امرأ» مفعول به لرأى ، «أحب» نعت لامرأ منصوب بالفتحة الظاهرة ، «إليه» جار ومجرور متعلق بأحب ، «البذل» فاعل بأحب ، «منه ، إليك» جاران ومجروران يتعلق كل منهما بأحب ، «يا» حرف نداء ، «ابن» منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف و «سنان» مضاف إليه.
الشّاهد فيه : قوله «أحب .. البذل» حيث رفع أفعل التفضيل ـ الذي هو قوله أحب ـ الاسم الظاهر غير السببي ، وهو قوله البذل ، لكونه وقع وصفا لاسم جنس وهو قوله امرأ ، مسبوق بنفي وهو المذكور في قوله ما رأيت ، والاسم الظاهر اسم مفضل على نفسه باعتبارين ، ألست ترى أن البذل باعتبار كونه محبوبا لابن سنان غيره باعتبار كونه محبوبا لمن عدا ابن سنان؟ وهو مفضل في الحالة الأولى على نفسه في الحالة الثانية ، وذلك هو الذي يعبر عنه العلماء بمسألة الكحل ، ولعل العبارة واضحة مفيدة ، فافهمها والله يرشدك.