و «الزيدان ـ أو الهندان ـ أفضل من عمرو» و «الزيدون ـ أو الهندات ـ أفضل من عمرو» والثاني : المضاف إلى نكرة ، تقول «زيد أفضل رجل» و «الزيدان أفضل رجلين» و «الزيدون أفضل رجال» و «هند أفضل امرأة» و «الهندان أفضل امرأتين» و «الهندات أفضل نسوة» وتجب المطابقة في تلك النكرة كما مثلنا ، وأما قوله تعالى : (وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) [البقرة ، ٤١] فالتقدير أول فريق كافر ، ولو لا ذلك لقيل : أول كافرين ، أو التقدير : ولا يكن كل منكم أول كافر ، مثل : (فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً) [النور ، ٤].
والثالث : ما يجوز فيه الوجهان ، وهو المضاف لمعرفة ، تقول : «زيد أفضل القوم» و «الزيدان أفضل القوم» و «الزيدون أفضل القوم» و «هند أفضل النساء» و «الهندان أفضل النساء» و «الهندات أفضل النساء» وإن شئت قلت «الزيدان أفضلا القوم» و «الزيدون أفضلو القوم» و «هند فضلى النساء» و «الهندان فضليا النساء» و «الهندات فضليات النساء» وترك المطابقة أولى ، قال الله تعالى : (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ) [البقرة ، ٩٦] ، ولم يقل أحرصي الناس ، وقال الشاعر :
٢٢٣ ـ وميّة أحسن الثّقلين جيدا |
|
وسالفة وأحسنهم قذالا |
______________________________________________________
٢٢٣ ـ هذا بيت من الوافر من كلام ذي الرمة ، واسمه غيلان بن عقبة ـ وقد روى أبو العباس المبرد في الكامل (٣ ـ ٤٨) هذا البيت أول أربعة أبيات ، وبعده قوله :
فلم أر مثلها نظرا وعينا |
|
ولا أمّ الغزال ولا الغزالا |
اللّغة : «جيدا» هو العنق ، «سالفة» هي في الأصل صفحة العنق ، ثم استعملت في خصلة الشعر التي تسترسل على الخد ، «قذالا» بزنة سحاب ـ ما بين نقرة القفا إلى الأذن.
الإعراب : «مية» مبتدأ ، «أحسن» خبر المبتدأ ، وأحسن مضاف و «الثقلين» مضاف إليه ، «جيدا» تمييز ، «وسالفة» معطوف على قوله جيدا ، «وأحسنهم» الواو عاطفة ، أحسن : معطوف على الخبر ، وأحسن مضاف وضمير الغائبين العائد إلى الثقلين باعتبار أفرادهما مضاف إليه «قذالا» تمييز.
الشّاهد فيه : قوله «أحسن الثقلين» وقوله «وأحسنهم» حيث جاء بأفعل التفضيل الجاري على مفرد مؤنث هو مية ، مفردا مذكرا ، وأفعل التفضيل مضاف إلى معرفة في الموضعين ، ألا تراه مضافا إلى المحلى بأل في الأول ، وإلى الضمير في الثاني؟ ولو أنه أتى به مطابقا للذي جرى عليه لقال : «ومية حسنى الثقلين جيدا» و «حسناهم قذالا».