١٥ ـ إنّ أباها وأبا أباها |
|
قد بلغا في المجد غايتاها |
فهذا مثال مجيء المنصوب بالألف ، وذاك مثال مجيء المجرور بالألف.
______________________________________________________
وقد نسبه في اللسان «مادة ه ب ا) إلى هوبر الحارثي ، وقد استشهد به في الهمع (ج ١ ص ٤).
اللّغة : «هايي التراب» وهو ما ارتفع منه ودق ، ويقال : موضع التراب ؛ إذا كان ترابه مثل الهباء.
المعنى : يصف رجلا قتله أبطالهم ، ويذكر أنهم طعنوه طعنة واحدة ، فخر منها ميتا ، لأنها طعنة خبير بموضع الطعن المميت.
الإعراب : «تزود» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، «بين» ظرف مكان منصوب على الظرفية ، وعامله قوله تزود ، وهو مضاف ، وأذنا من قوله «أذناه» مضاف إليه ، مجرور بكسرة مقدرة على الألف ، وأذنا مضاف وضمير الغائب مضاف إليه ، «طعنة» مفعول به لتزود ، «دعته» دعا : فعل ماض ، والتاء علامة التأنيث ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى طعنة ، وضمير الغائب مفعول به ، «إلى» حرف جر ، «هايي» مجرور بإلى ، والجار والمجرور متعلق بدعا ، وهابي مضاف و «التراب» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ، «عقيم» هي في الرواية بالرفع كما ضبطها في اللسان ، وتخرج على أنه خبر مبتدأ محذوف ، ولكنها في المعنى من أوصاف طعنة ، ويقال طعنة عقيم ، إذا كانت لا تثنى لأنها نافذة.
الشّاهد فيه : قوله «أذناه» فإنه مثنى أذن ، للجارحة المعروفة ، وهذه الكلمة في موضع جر بإضافة الظرف الذي هو بين إليها كما رأيت في إعراب البيت ، ومن حق المضاف إليه أن يكون مجرورا ، ولو أنه جاء به على اللغة المشهورة المستعملة في لسان أكثر العرب لجره بالياء فقال «بين أذنيه» ، ولكنه جاء بذلك على ما يجري به لسان بعض العرب ، وهم الذين ذكرهم المؤلف ، ومن لغة هؤلاء أن يلتزموا في المثنى الألف في الأحوال كلها ، فيكون مرفوعا بضمة مقدرة على الألف ، منع من ظهورها التعذر ، وهكذا في بقية الأحوال الثلاثة ، فهو في ذلك مثل المقصور كالفتى والهدى والعصا والرحى ، ونحوهن.
ونظير هذا البيت قول المتلمس :
فأطرق إطراق الشّجاع ، ولو رأى |
|
مساغا لناباه الشّجاع لصمّما |
الشاهد في قوله «لناباه» فإنه مثنى ناب دخل عليه حرف الجر وهو اللام ، وقد أتى به الشاعر بالألف ، ولو جاء به على لغة أكثر العرب لقال «لنابيه».
١٥ ـ نسب قوم هذا الشاهد لرؤبة بن العجاج ، ونسبه آخرون منهم السيد المرتضى شارح القاموس لابن النجم الفضل بن قدامة العجلي ، ونسب أبو زيد أبياتا يذكر النحاة في ضمنها بيت