التفاضل من حيث الحجم أو من حيث التأثير السلبي على طبيعة الحياة من حولهم. (وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ) الذي تنزل عليهم في هذه الآيات العذابية ، ليفكروا في الرسول والرسالة (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) عن كفرهم وضلالهم.
* * *
وقالوا ادع لنا ربك .. ثم نكثوا
(وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ) وتجمعوا حوله ، وقد أدركوا أن هناك قوّة خفيّة غامضة لا يملكون معرفتها تقف وراء هذا الرجل ، ولكنهم لم يتحرروا من عقدة التفكير بكونه ساحرا ، بسبب الجوّ الغامض الذي يلف قوّته ، أو لأنهم يرون العالم الماهر ساحرا ، وربما كان نعته بالساحر مورد الاستهزاء بما يدّعيه من رسالة تربطه بالرب العظيم الخالق الذي لا يعرفونه ، وقد يتخيلونه مجرد وهم يعيش في ذهن موسى الذي أراد أن يعطي دوره السحري مرتبة القوّة المطلقة التي ترتفع به إلى العلاقة بالسماء ليتميز على غيره من عظماء الناس ، ولينازع فرعون مركزه العظيم .. ولهذا حاولوا أن يجأروه في وهمه الكبير ليرفع عنهم نتائج سحره .. وطلبوا منه أن يدعو ربه من خلال العهد الذي عهده عنده ، وأكدوا له اهتداءهم إلى دينه ليرفع عنهم البلاء (إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ) في خط الرسالة ..
وكشف الله عنهم العذاب ، ليتابعوا المسيرة المثيرة في تجربة جديدة (فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ) وينقضون العهد الذي قطعوه على أنفسهم ، لأن المسألة عندهم لم تكن جدّية بالمستوى الذي يصل إلى القناعة الفكرية والروحية ، بل كانت طلبا للخروج من المأزق الكبير الذي وضعهم فيه.
* * *