الانتقام من الكافرين
(فَلَمَّا آسَفُونا) أي أغضبونا بأفعالهم وأوضاعهم المتمردة على الحق ، استحقوا العقوبة (انْتَقَمْنا مِنْهُمْ) من موقع الحكمة البالغة التي تجعل الانتقام العملي في مصلحة الإنسان والحياة ، لا من موقع التشفي الذاتي الذي لا يتناسب مع عظمة الله (فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ) لتطوى تلك المرحلة القلقة من ذلك التاريخ المليء بالظلم والتخلف والاستكبار (فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً) في تاريخ الكفر والانحراف (وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ) الذين يتطلعون إليهم ، ليكون ما وصلوا إليه نموذجا لما يمكن أن يحدث ـ في أيّ وقت ـ في حالات مماثلة في الشعوب الأخرى ليتعظوا بذلك ، وليتراجعوا عما هم عليه من الانحراف.
* * *