مفتوحة على الكفر والضلال ، بعضهم يضل بعضهم الآخر ويساعده على ارتكاب المعصية بسبب الفكر الكافر أو الضالّ الذي يلتزمون به ، فإذا وقفوا يوم القيامة وجها لوجه أمام استحقاق المصير في ساحة العذاب ، حمّل بعضهم المسؤولية للبعض الآخر ليتخفف بذلك من المسؤولية ، وتبرّأ بعضهم من بعض ، لما يحمله في قلبه من حقد تجاه من أضلّه ، فهم لا يطيقون النظر إلى بعضهم كما قال الله سبحانه : (كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها) [الأعراف : ٣٨] أو (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) [عبس : ٣٤ ـ ٣٦] وهكذا تتحول الصداقة إلى عداوة (إِلَّا الْمُتَّقِينَ) الذين عاشوا الحياة على التعاون في البر والتقوى الذي يفتح قلوبهم على الحق والخير والهدى في طريق الله الذي يجمعهم على الإيمان في الدنيا ، وينتهي بهم إلى رضوان الله ونعيمه في الآخرة ، مما يجعل الصداقة تمتد بهم إلى الآخرة لأن الأساس الذي ارتكزت عليه علاقتهم لا ينقطع بانتهاء الحياة الدنيا بل يتصل بمضمونه الروحي بالآخرة .. ليناديهم الله بالنداء الحميم الذي يفتح قلوبهم على الخير كله.
* * *
لا خوف اليوم على عباد الله المتقين
(يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) لأنكم استطعتم أن تحصلوا على الأمن والسرور نتيجة أعمالكم ، لتعيشوا الطمأنينة النفسية والفرح الروحي في آخرتكم .. وإذا كانت كلمة عباد الله تشمل المؤمنين والكافرين في طبيعتها ، فقد حدّد الله الذين لا يخافون ولا يحزنون في ساحة رحمته ب (الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا) التي جاء بها الأنبياء (وَكانُوا مُسْلِمِينَ) في كل حركة حياتهم الوجدانية والعملية ، فتجسد إسلامهم لله في كل واقعهم العملي في الخط والحركة والعلاقات. (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ) اللاتي انطلقن معكم