في خط الإيمان والعمل الصالح (تُحْبَرُونَ) تسرون بما يظهر أثره في الوجه والزينة وحسن الهيئة.
(يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ) مما يمثل النعيم الحسي في درجته العليا التي ربما فقدوها في الدنيا (وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ) من رغباتها المادية وشهواتها الحسية (وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ) في ما تستمتع به من جمال المنظر الذي يتمثل أمامها وزينة الأشياء المحيطة بهم .. مما لا يقف عند حدّ من حدود الاشتهاء واللذة ، لأن الله قد فتح لهم ـ هناك ـ كل أبواب رحمته المادية والمعنوية (وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ) فلا مجال فيها للموت الذي ينغّص على الإنسان لذّة الحياة ، بل هناك الامتداد الذي لا حدّ له ..
(وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فليست الجنة هبة مجانية لهم ، بل هي الجزاء الأوفى على أعمالهم الخيّرة المنطلقة من الإيمان بالله ، لأن الله قد جعل العمل أساسا للوصول إلى النتائج الإيجابية في قضية المصير الإنساني في الآخرة.
(لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ) كنموذج للنعم الحسية التي ينعم بها الله على عباده المؤمنين ، حيث يجدون لذّة الاكتفاء بما تحتاجه أجسامهم من أطايب الطعام والشراب.
* * *
خلود المجرمين في جهنّم
(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ) فهذا هو جزاء جريمة الانحراف عن خط الحقيقة من غير حجة ، بالإضافة إلى جريمة السير في خط المعصية لأوامر الله ونواهيه. (لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ) أي لا يخفف ولا يقلّل منه شيء (وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) أي يائسون من رحمة الله بالخروج من النار. (وَما ظَلَمْناهُمْ) لأن الظلم يمثل التصرف الذي لا ينطلق من الاستحقاق الناشئ من العمل الذي لا يملك