العامل المبرّر له أو الذي يملك صاحب الأمر الجزاء عليه بالعقوبة .. ولم يكن عذابهم ظلما لأن الله يملك على عباده حق الطاعة والسير في خط هداه بعد أن أقام الحجة عليهم في كل قضايا العقيدة والعمل ، (وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) الذين ابتعدوا عن الله في كل شيء فاستحقوا عذابه ، فظلموا أنفسهم بذلك بما أوصلوها به إلى الهكلة.
(وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) فإننا لا نستطيع تحمّل هذا العذاب الذي لا انقطاع له فليكن الموت النهاية التي ترتاح فيها أجسامنا منه (قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ) في النار ، لأن الخلود في العذاب هو جزاء الكافرين والمشركين الذين لا يملكون أيّة حجّة على كفرهم وشركهم ، بل قامت حجة الإيمان عليهم فرفضوها عنادا وتمردا. (لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِ) الذي أنزله الله على رسله في جانب العقيدة والعمل (وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ) لأنكم استسلمتم للباطل الفكري والعاطفي والعملي الذي سيطر على تفكيركم ، وعواطفكم ، وحرك كل مواقعكم العملية .. حتى ألفتموه ، وتحوّل لديكم إلى جزء من مزاجكم وإلى طبيعة ثانوية ، بحيث أصبحتم تكرهون الحق في كل مواقعه ، بشكل عفويّ أو طبيعيّ .. وتلك هي مشكلتكم في مواقفكم المنحرفة الرافضة للرسالات الإلهية من موقع العقدة المزاجية.
* * *