الوجاهة والسلطة .. فأين هي عزتك وكرامتك ، وأنت الآن في محل الذلة والمهانة؟ مما قد يجعلك تفكر بأن العزة والكرامة لا يأتيان إلا من خلال طاعة الله المرتكزة على قاعدة الإيمان به.
(إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ) في حديثكم في الدنيا عن يوم القيامة وعن عذاب النار الذي ينذركم به الأنبياء والمرسلون ، فتثيرون الشك فيه ، وترسمون حوله أكثر من علامة استفهام ، وها أنتم ترون الحقيقة ماثلة أمامكم في ما تحسون به من الألم والعذاب ، لتذوقوا طعمها المر.
* * *
إن المتقين في مقام أمين
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ) يعيشون فيه في رحاب الأمن لا يصيبهم مكروه ، ولا ينزل بهم خوف (فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) يستمتعون بأثمارها وفواكهها ومائها الصافي العذب (يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ) في جلسة استرخاء واستئناس بالنعيم الهنيء ، وبالاجتماع الروحي الأخويّ الذي يقابل فيه المؤمنون بعضهم بعضا بالبشر والارتياح (كَذلِكَ) الجوّ المملوء بالراحة والسعادة (وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) جعلناهم قرناء لهؤلاء النساء وهن مختلفات عن نساء الدنيا في ما يخلقه الله من النساء ، كما يظهر من الآيات القرآنية.
(يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ) من فواكه الجنة ، (آمِنِينَ) لا يصيبهم ضرر منها أو من غيرها.
(لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ) فهم في الجنة يحيون حياة لا موت فيها ، (إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى) التي ذاقوا طعمها ، فهي وحدها التي عاشوا فيها معنى