(رِجْزٍ) : أشد العذاب ، وأصله الاضطراب.
* * *
(وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ)
(وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) من هؤلاء الكذابين الذين انطلقت حياتهم لتكون كلها كذبا في الموقف والكلمة ، فهم يمارسون الكذب على أنفسهم عند ما يكذبون على الناس ، ويكذّبون الحقائق التي يأتي بها الرسل ، ويغرون الناس بالكذب في حركة الواقع ، وبتكذيب الصادقين ، لأنهم لا يطيقون كلمة الصدق ، ولا أجواء الحق بعد أن أصبح الكذب عنوانا لشخصياتهم وطابعا لحياتهم ، ومن هؤلاء الآثمين الذين عاشوا الإثم تمرّدا على الله ، وحربا على رسله ، وتكذيبا لرسالاته ، في جانب العقيدة والتشريع ، الويل لهؤلاء في كل ما تمثله كلمة الويل من رفض لخطّهم ودعوة لهلاكهم ، وإيحاء بالعذاب الذي ينزله الله عليهم.
(يَسْمَعُ آياتِ اللهِ تُتْلى عَلَيْهِ) في ما ينزله الله من القرآن ، يقرأه النبي عليه ، فيستوعب ما تتضمنه من معنى التوحيد لله والاستقامة في نهجه وخطه على مستوى الدعوة والحركة والموقف ، (ثُمَّ يُصِرُّ) على الكفر الذي كان عليه ، ويمتد فيه (مُسْتَكْبِراً) من عقدة الاستكبار الذاتي الذي يعقّده فكريا فلا يتقبل ما يأتي به الآخرون من فكر ، لأنه لا يطيق أن يؤمن بحقيقة آتية من غيره ، حتى لو كان وحيا يحمله إنسان آخر ، كما يعقّده شعوريا فلا يتعاطف مع الرسول ، بل يواجهه بمشاعر الحقد والاستعلاء المدمّر ، فيواجه هذه الآيات (كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها) بما يثيره حولها من أجواء اللّامبالاة ، أو الإيحاء بالاستغراب للوضع كله (فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) لأن الله يريد لعباده أن يتواضعوا للحق الذي يأتيهم واضحا