وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ). (١)
هذا ، وإذا استعرضنا تاريخ الشرائع السماوية نجد في تاريخ السيد المسيح عليهالسلام خير شاهد على ما نذهب إليه ، فمن المسلّم به أنّ الإنسان المسلم ـ وتبعاً للقرآن الكريم والسنّة المطهّرة ـ يذعن بوجود السيد المسيح عليهالسلام ، ويعتقد اعتقاداً راسخاً بأنّ هذه الشخصية تمثّل حلقة من سلسلة الرسالات والنبوّات الطويلة ، وأنّ للسيد المسيح وجوداً حقيقياً ودوراً فاعلاً في تاريخ البشرية عامّة وتاريخ الرسالات خاصة ، حيث جاء بتعاليم وإرشادات ودساتير سماوية من خلال كتابه «الإنجيل».
ولكن ـ وللأسف الشديد ـ نجد الشباب الغربيّين لعدم معرفتهم بالمعارف القرآنية الحقّة وعدم اعتقادهم بالدين الإسلامي الذي جاء به الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم والذي يعتبر أفضل طريق وأصفى مرآة لإثبات حقيقة السيد المسيح عليهالسلام ، نجدهم ينظرون اليوم إلى شخصية السيد المسيح عليهالسلام نظرة ارتياب وشك وتردد ، وذلك لأنّ الشباب الغربي قد جال ببصره وتتبع التاريخ الأثري ، فلم يجد لهذه الشخصية العملاقة أثراً ملموساً لكي يركن إليه ، فلم يجد له قبراً (٢) ، أو لأُمّه مريم ، أو لأحد حواريّيه ، كما لم يجد له كتاباً متّفقاً عليه ، وإنّما نسبت إليه أناجيل كثيرة مضطربة مختلفة فيما بينها لا يمكن تمييز الحق من الباطل منها بسهولة.
وخلاصة الأمر : انّ الشاب الغربي لم يعثر على شيء ملموس يؤدّي به إلى
__________________
(١) يوسف : ١١١.
(٢) هذا الكلام يصدق وفقاً للتفكير المسيحي المنحرف الذي يذهب إلى أنّ المسيح عليهالسلام صلب فعلاً. وأمّا حسب النظرية الإسلامية فلا يصح.