الاطمئنان بأصالة هذه الشخصية والركون إلى أنّها واقعة حقيقة لا يمكن التردّد فيها.
ومن هنا ينبغي علينا نحن المسلمين أن نأخذ العبر والدروس من التاريخ المسيحي ، وأن نسعى بكلّ ما أُوتينا من قوّة وجهد في سبيل صيانة الآثار الإسلامية عامّة ، وآثار الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم خاصة مهما كانت صغيرة ، وذلك لأنّها تمثّل الشاهد الحي على أصالتنا وأحقيّة دعوتنا ، وأن نتجنّب تدميرها بمعول محاربة الشرك الذي اتّخذه البعض ـ وللأسف الشديد ـ ذريعة للقضاء على هذا التاريخ الأثري الملموس والمعلَم الإسلامي المهم ، كي لا يصيب أجيالنا القادمة ما أصاب الشباب الغربي من داء الترديد والشك في شخصية السيد المسيح عليهالسلام.
القرآن الكريم وحفظ الآثار
لقد أكّد القرآن الكريم انّ الأُمم السالفة كانت تحتفظ بآثار أنبيائها وتحافظ عليها وتصونها وتتبرّك بها ، وكانت تحملها معها في الحروب ، ليتسنّى لها من خلال التبرّك بها التغلّب والانتصار على عدوهم.
ومن النماذج التي ذكرها القرآن الكريم في هذا المجال صندوق بني إسرائيل الذي كانت فيه مواريث آل موسى وهارون ، قال تعالى :
(وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ). (١)
__________________
(١) البقرة : ٢٤٨.