الاحتمالات ، والشاهد على صحّته :
١. ورد في المجامع اللغوية أنّ «بيوت» جمع «بيت» بمعنى المنزل والمسكن.
قال ابن منظور : بيت الرجل ، وبيته قصره. (١)
وقال الراغب : أصل البيت مأوى الإنسان بالليل. (٢)
وعلى هذا يكون تفسير «البيوت» الوارد في الآية «بالمساجد» التي هي أماكن العبادة العامّة لا محل إقامة الرجل ليلاً ، غير صحيح. وعلى فرض صحّة هذا التفسير يكون المفهوم بعيداً جداً لا يمكن أن يسبق إلى الذهن بدون قرينة تدلّ على ذلك.
وبعبارة أوضح : انّ كلمة «بيت» مشتقة من «البيتوتة» بمعنى «الإقامة في المكان ليلاً».
قال في المنجد : بات وبيتوتة في المكان : أقام فيه الليل. (٣) وإذا ما أُطلق لفظ «البيت» على «مسكن الرجل ومنزله» فبسبب انّ الرجل يقضي ليله عادة في ذلك المكان حتى يصبح.
ومع الأخذ بعين الاعتبار المعنى اللغوي لهذا المصطلح ، فمن غير الصحيح تفسيره حينئذ بالمسجد أو المساجد من دون نصب قرينة تدلّ على ذلك.
٢. انّ من يمعن النظر في آيات الذكر الحكيم يجد انّها إذا أرادت التعبير عن دور العبادة العامة للمسلمين تأتي بمصطلح «مسجد» أو «المساجد» ، ومن
__________________
(١) لسان العرب : ٢ / ١٤ ، مادة «بيت».
(٢) مفردات الراغب : ٦٤ مادة «بيت».
(٣) المنجد في اللغة : مادة «بيت».