وإذا خرجنا من المدينة إلى العراق واتّجهنا صوب سامراء نجد الإمامين العسكريين : الهادي والعسكري عليهماالسلام هما أيضاً دفنا في نفس الدار التي كانا يعبدان الله فيها تالين لكتابه ، مبتهلين إليه سبحانه بالدعاء والتضرّع ، قائمين الليل وصائمين النهار ، من هنا تكتسب تلك الدار نفس المنزلة التي جاءت في الآية المباركة ، فلا يحق بحال من الأحوال ـ وتحت أيّ ذريعة كانت ـ التجاوز على تلك الدار المقدّسة وهدمها أو الاعتداء عليها بما يتنافى ومضمون الآية الشريفة.
وهكذا الأمر في محلّة بني هاشم في المدينة المنوّرة التي كانت تضم بيوت كلّ من الحسن والحسين عليهماالسلام ومدرسة الإمام الصادق عليهالسلام. ولقد وفّق الله كاتب هذه السطور للتشرّف بزيارة تلك البيوت الشريفة ، ولكن ولشديد الأسف ـ تحت ذريعة توسيع المسجد النبوي ـ تعرّضت تلك البيوت الطاهرة للهدم والاندثار والمحو من الخارطة ، في الوقت الذي كان بإمكان المسئولين هناك توسيع المسجد النبوي مع المحافظة على تلك الآثار المهمّة وصيانتها.