وقال حسّان :
سأل الإمام وقد تتابع جدبنا |
|
فسقى الغمام بغُرة العباس |
عمّ النبي وصنو والده الذي |
|
ورث النبي بذاك دون الناس |
أحيا الإله به البلاد فأصبحت |
|
مخضرّة الأجناب بعد الياس |
ولما سُقي طفقوا يتمسّحون بالعباس ويقولون : هنيئاً لك ساقي الحرمين. (١)
أمعن النظر في قول الخليفة : هذا والله الوسيلة.
٣. ويظهر من شعر حسّان أنّ المستسقي كان هو نفس الخليفة وهو الداعي حيث قال : «سأل الإمام ...» وكان العباس وسيلته لاستجابة الدعاء.
قال الدكتور عبد الملك السعدي : وقد أوّلوا حديث العباس بأنّ عمر طلب من العباس أن يدعو ، لأنّهم كانوا إذا أجدبوا طلبوا من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يدعو لهم ، فكذا هنا طلب الدعاء من العباس ، وهذا التأويل غير مقبول لوجهين :
الوجه الأوّل : إنّ السنّة أن يدعو الإمام نفسه والقوم يؤمنون ، وهذا ما حصل حيث كان الداعي هو سيدنا عمر لا العباس.
الوجه الثاني : إنّ نص الحديث لا يدلّ على أنّ عمر طلب الدعاء من العباس ، بل كان هو الداعي ، بدليل قوله : «اللهمّ إنّا كنّا نتوسّل ...» وهذا عين الدعاء ، ولم يرد أيّ لفظ يشير إلى أنّه قال للعباس : ادع لنا بالسقيا. ومع ذلك
__________________
(١) أُسد الغابة : ٣ / ١١١.