أو «عبد الحسين» هو تشبيه الأطفال بالعبد القانوني الذي جوهر حقيقته هو الطاعة ، فيكون المعنى هكذا : كما أنّ العبد القانوني مطيع وتابع لمولاه ، فهكذا صاحب هذا الاسم ـ أي الوليد ـ هو عبد للنبي أو لسيد الشهداء ومطيع لهما.
وبعبارة أُخرى : انّ مصطلح «العبد» يراد به هنا «المطيع» ، وهذا المعنى قد استعمل في اللغة العربية (١) ، والمسلمون وطبقاً لقوله تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٢) هم في الحقيقة مطيعون لله وللرسول ولأُولي الأمر وتابعين لهم.
والعجب انّ الذين تثار حميتهم وتنبض عروق الغيرة على الدين في أبدانهم حينما يسمعون بمثل تلك التسميات ، تجدهم في نفس الوقت يقفون موقف الخائر الذليل والعبد المطيع أمام السلاطين والحكام غير الشرعيين ، ولا يكتفون بذلك ، بل يسبغون عليهم ـ زوراً وبهتاناً ـ صفة أمير المؤمنين!!!
ولقد أشارت الصحف في المملكة العربية السعودية إلى نماذج من ذلك حينما تصدّى الملك «فيصل بن عبد العزيز» لمنصب القيادة في السعودية بعد أخيه «سعود بن عبد العزيز» حيث خاطبه في حينها مفتي الديار السعودية السابق «ابن باز» بلقب أمير المؤمنين ، الأمر الذي اعتذر منه الملك فيصل نفسه ووجده لقباً كبيراً لا يستحقه.
ولقد أشارت الصحف والمجلات في المملكة إلى تلك المذكرات ، وقد طالعتها بنفسي.
__________________
(١) انظر المنجد : مادة «عبد».
(٢) النساء : ٥٩.