أثبتت البحوث العلمية والفلسفية أنّ الموت لا يمثّل نهاية حياة الإنسان وفناءَها ، بل هو في الحقيقة ، يمثّل نقلة من عالم إلى عالم آخر ، كما أثبتت تلك البحوث أنّ حقيقة الإنسان وجوهره لا يتمثّل في بدنه المادي حتّى تنعدم بانعدامه ، بل الذي يمثّل حقيقة الإنسان وواقعه هو روحه ونفسه ، وهذه لا تفنى ولا تنعدم ، بموت الجسد وفنائه ، وانّما تنتقل لتعيش في بدن يناسب مقامها الجديد في ذلك العالم الذي أطلق عليه العلماء والمفكّرون اسم «عالم البرزخ».
وبما أنّنا قد تعرضنا لهذه المسألة في البحوث السابقة «بحث الحياة البرزخية» بالبحث والتحقيق ، لذا نكتفي بما ذكرناه سابقاً ولا نعيد البحث فيها هنا مرّة أُخرى ، ونركّز البحث على محل النزاع ، وهو : هل الموتى ينتفعون بعمل الأحياء؟
وبعبارة أُخرى : إذا قام الإنسان الحي بعمل صالح ثمّ أهدى ثواب ذلك العمل إلى والده أو أُمّه أو لقريب منه ممّن كانوا قد رحلوا عن هذه الحياة ، فهل يا ترى ينتفع هؤلاء الموتى بذلك العمل ويعود ذلك العمل عليهم بالفائدة ، أم لا؟
وفي مقام الإجابة عن هذا التساؤل لا بدّ من مراجعة آيات الذكر الحكيم والروايات الواردة عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته عليهمالسلام لتحدد لنا الإجابة عن ذلك ، لأنّها هي المرجع الوحيد في الإجابة عن مثل تلك التساؤلات.