مأواه». (١)
وهذه هي ـ سلام الله عليها ـ وقفت على قبر أبيها الطاهر ، وأخذت قبضة من تراب القبر فوضعتها على عينها وبكت ، وأنشأت تقول :
ما ذا على مَن شمَّ تربة أحمد |
|
أن لا يشمَّ مدى الزمان غواليا |
صُبّت عليَّ مصائبٌ لو أنّها |
|
صُبّت على الأيّام صِرن لياليا |
وهذا أبو بكر بن أبي قحافة يبكي على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويرثيه بقوله :
يا عين فابكي ولا تسأمي |
|
وحُقَّ البكاء على السيّد |
وهذا حسّان بن ثابت يبكيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ويقول :
ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت |
|
عيون ومثلاها من الجفن أسعد |
ويقول :
يُبكّون من تبكي السّماوات يومه |
|
ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد |
ويقول :
يا عين جودي بدمع منك إسبال |
|
ولا تملنَّ من سحّ وإعوال |
__________________
(١) صحيح البخاري ، باب مرض النبي ووفاته ؛ مسند أبي داود : ٢ / ١٩٧ ؛ سنن النسائي : ٤ / ١٣ ؛ مستدرك الحاكم : ٣ / ١٦٣ ؛ تاريخ الخطيب : ٦ / ٢٦٢.