الحركات والنفوس ليس بباطل عندهم ، والمتكلّمون لم يشترطوا ذلك ، بل كلّ عدد فرض غير متناه باطل عندهم.
الثامنة : للمادّة والصورة أحكام تأتي.
وأمّا الغاية فلها اعتباران :
الأوّل : ماهيتها وهي علّة لعلّته الفاعلية ، فهي متقدّمة حينئذ بها ، لأنّ الفاعل يفتقر إلى تصوّر جزئي (١) ثمّ شوق ثمّ إرادة ، فيستلزم تصور الغاية فتحمله على الفعل.
الثاني : وجودها وهي بهذا متأخّرة ، لتأخّره عن فعل الفاعل.
التاسعة : كما استند وجود المعلول إلى وجود علّته ، فعدمه مستند إلى عدمها ، لأنّ عدمه لا يستند إلى ذاته ، وإلّا لكان ممتنعا ، ولا إلى وجود شيء غير عدم علّته ، لأنّ عند وجود علّته يجب وجوده ، فتأثير ذلك الشيء في العدم (٢) إن كان عند وجود علّة الوجود لزم أن يكون موجودا بالنظر إلى علّة وجوده ومعدوما بالنظر إلى علّة عدمه ، هذا خلف ، ولا ترجيح لأحدهما ، لأنّا فرضنا هما تامّتين ، وإن كان عند اختلال بعض شرائط العلّة أو عدم جزء منها كان المقتضي للعدم هو عدم ذلك الجزء أو الشرط لا غير ولا إلى عدم شيء غير العلّة وأجزائها وشرائطها ، لأنّ ما عدا العلّة وأجزائها وشرائطها لا يحتاج إليه المعلول ، وما لا يحتاج إليه الشيء لا يلزم من عدمه عدم ذلك الشيء بالضرورة فلم يبق إلّا عدم علّته ، وهو المطلوب.
__________________
الثاني : أن تكون موجودة دفعة ، وجوّزوا تسلسلا خاليا عنهما ، فلهذا قالوا بتسلسل الحركات الفلكية على زعمهم ، لأنّها وان كانت مترتبة إلّا أنّها ليست موجودة دفعة ، وقالوا بتسلسل النفوس البشرية ، لأنّها وإن كانت موجودة إلّا أنّها لا ترتيب بينها وأبطلوا تسلسل العلل والمعلولات لوجود شرطين فيه.
(١) جزئيتين ـ خ : (آ).
(٢) المعدوم ـ خ : (آ).