أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ) (١) فكان هذا مفسّرا لذلك ، ولقوله بعد ذلك : (وَقُضِيَ الْأَمْرُ) (٢) واللام للمعهود (٣) السابق فيكون مقتضيا لذكر أمر جرى (٤) ليكون معهودا ذهنيا ، والمراد باللام هنا الفعل كقوله : (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) (٥) وإن حمل على القول جاز أن يكون المراد مناداة مناد من عند الله ، وحصول أصوات مقطّعة مخصوصة في تلك الغمامات ، دالّة على حكم ، أو يكون هناك حذف تقديره : أن يأتيهم الله بما وعد من العذاب ، فحذف ما يأتي به ، تعويلا (٦) على الفهم فيكون الحذف أبلغ في التهويل لتقسيم أفكارهم وخواطرهم في كلّ وجه ومثله (فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا) (٧).
الثاني : أن يكون في بمعنى الباء ، وحروف الجرّ يقام بعضها مقام بعض ، وتقديره : أن يأتيهم الله بظلل من الغمام والملائكة أي مع الملائكة.
وأمّا المجيء فوجهان أيضا : الأوّل : حذف المضاف فيحتمل حينئذ وجوها :
الأوّل : جاء أمر ربّك بالمجازاة والمحاسبة.
الثاني : جاء قهر ربّك كما يقال : جاء الملك القاهر إذا جاء عسكره.
الثالث : جاء ظهوره معرفة الله تعالى بالضرورة في ذلك اليوم ، فصار ذلك جاريا مجرى مجيئه وظهوره.
الثاني : أن يكون هناك حذف مضاف ، ويكون المراد من الآية التمسّك بظهور آيات الله وتبيين آثار قدرته وقهره وسلطانه ، والمقصود (٨) تمثيل تلك الحالة بحال الملك
__________________
(١) النحل ١٦ : ٣٣.
(٢) البقرة ٢ : ٢١٠.
(٣) للعهد ـ خ ل ـ خ : (د) خ : (آ).
(٤) جزئى ـ خ : (آ).
(٥) القمر ٥٤ : ٥٠.
(٦) تعولا ـ خ : (آ).
(٧) الحشر ٥٩ : ٢.
(٨) والمراد ـ خ : (آ).