(بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ) (١).
وأجيب بأنّه لمّا رفعه إلى موضع الكرامة ومكان آخر صحّ على سبيل المجاز أن يقال :
رفعه الله ، كما أنّ الملك إذا عظّم منصب إنسان ، حسن أن يقال : إنّه رفعه من تلك الدرجة إلى درجة عليا وإنّه قرّبه من نفسه ، ومنه قوله : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (٢).
العاشر (٣) : الآيات الدالّة على العندية كقوله : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) (٤) (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ) (٥) ، (عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (٦) ، وغير ذلك.
__________________
ـ اليهود!! ، انظر ج ٤ من ص ٢٢٨ ـ إلى ص ٢٨٠.
أقول : الأحاديث المروية عن العترة الطاهرة النبوية سلام الله عليهم في حقّ عيسى المسيح على كثرتها ، موافقة مع روايات أهل السنة التي أشار إليها الشيخ صبري ، وإنّه ينزل في آخر الزمان ويصلّي خلف المهدي الموعود المنتظر أرواحنا فداه وعجّل الله تعالى فرجه.
ومن طريق العامة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي الاثنا عشر : أوّلهم أخي وآخرهم ولدي ، قيل : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله : ومن أخوك؟ قال : علي بن أبي طالب ، قيل : فمن ولدك؟ قال : المهدي الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، والذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيه ولدي المهدي ، فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلّي خلفه ، وتشرق الأرض بنور ربّها ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب انظر غاية المرام للسيد البحراني (ره) باب ٢٤ ـ ص ١٩٥ ـ وانظر إلى كتب الحديث للشيعة والسنّة حتّى ترى الأحاديث الكثيرة فيها ولا تنافي بينها وبين الآيات القرآنية المقدّسة في حقّ المسيح عليهالسلام وكونه حيّا وينزل في آخر الزمان ، ولا تغترّ بما كتبه بعض أهل الاعوجاج من الشيعة والسنة من التأويلات الباردة على خلاف النصوص والظواهر في الآيات والأحاديث الكثيرة ، وما ذكره بعض من كتب في هذا الموضوع بالفارسية من أنّ تلك الأحاديث من الموضوعات هو ادّعاء لا دليل عليه ويكذبه الوجدان ، فإنّ الأحاديث المتواترة من طرق الفريقين الموجبة للعلم القطعي لا يمكن أن تكون من الموضوعات ، ولذا لا يعبأ بما ادّعاه ، عصمنا الله تعالى عن الزلل في القول والعمل.
(١) النساء ٤ : ١٥٨.
(٢) الواقعة ٥٦ : ٩ ـ ١٠.
(٣) الحادي عشر ـ خ : (د) وهو غلط.
(٤) آل عمران ٣ : ١٩.
(٥) الاعراف ٧ : ٢٠٦.
(٦) القمر ٥٤ : ٥٥.