ثمّ قال السيّد الأمين العاملي (ره) : «ووجدنا بعض هذه المؤلّفات قد ذهب أوّله وقال في آخره : فرغ مصنّفها الملتجئ إلى الحرم الغروي صلوات الله على مشرّفه محمد بن علي الجرجاني عن مغادرة فكره فيها بعد وضعها وزيادتها ونقصها وترتيبها وتهذيبها سلخ محرم سنة ٧٢٠ من الهجرة حامدا ومصلّيا ومستغفرا (اه) وفي آخرها أيضا : وفرغ كاتبها من كتابته يوم الأحد ثالث ذي القعدة سنة ٧٦٢ وهو العبد الفقير الحقير المحتاج إلى رحمة ربّه القدير ، الغريق في بحور الآثام المتمسّك بولاية آبائه أهل اليمين عليهمالسلام أضعف عباد الله حرما وأقواهم جرما حيدر بن علي بن حيدر العلوي الحسيني الآملي غفر الله ذنوبه بالمشهد المذكور ، أعني الغروي سلام الله على مشرّفه في المدرسة المرتضوية رضوان الله عليه وعلى جميع المؤمنين والمؤمنات (١) ، انتهى.
والقارئ العزيز بعد ما نقلناه من فهرس تصانيف هذا الحبر الجليل والمتكلّم العلّامة ، خبير جدّا بأنّ جمعا كثيرا من علمائنا الإمامية ، مع كون أكثرهم صاحب التصانيف الكثيرة ، قد بقيت تراجمهم وتواريخ حالاتهم في زوايا الإهمال والنسيان ، لعدم اهتمام السلف على ضبط تراجمهم في الكتب والمسفورات ، ولذلك نسجت على حالاتهم عناكب النسيان ، وقد قيّض الله تعالى في عصرنا أمثال سيد الأعيان في كتابه الكبير أعيان الشيعة وشيخنا البحّاث الأكبر الطهراني (ره) في طبقات أعلام الشيعة لتحمّل أعباء هذه المهمّة وضبط تراجم كثير من علمائنا رضوان الله عليهم في كتابيهما ، ومع ذلك فقد بقي جمع كثير منهم لم يعلم حالاتهم وتراجمهم وتواريخ وفياتهم كما لم نقف إلى اليوم على تاريخ وفاة الشيخ ركن الدين الجرجاني (ره) بعد فضل التتبّع والتحقيق.
وإنّي أتعجب من بعض سلفنا الصالح حيث صرف همّه على ضبط تراجم علماء المخالفين وأهمل تواريخ علمائنا الماضين ، مع أنّ للعامّة في الاهتمام بهذا الأمر وضبط تواريخ علمائهم
__________________
(١) أعيان الشيعة ، ج ٤٦ ، ص ٣٠ ، طبعة بيروت.