واتّصالات بالمجرّدات ، لا إلى أوامر إلهية صادرة من لدن حكيم عليم.
الثالثة : أنّ كونه مستغنيا في علومه عن البشر يخرج الإمام ؛ لأنّه أيضا مأمور من السماء بالإصلاح المذكور لكن بواسطة البشر ، وهو النبي (١).
الثاني : في حسن بعثة من هذا حاله
وبيانه باشتمال بعثته على فوائد عظيمة : الأولى : متعاضدة العقل في أحكامه كتوحيد الله تعالى وقدرته وعلمه ، فإنّ تعاضد الأدلّة يفيد النفس طمأنينة.
الثانية : أنّ ما لا يستقلّ العقل بمعرفة حسنه وقبحه يعرف من النبي.
الثالثة : تعريفنا كيفيات الشرع التي لا تهتدي العقول إليها ، وكذا كيفيات شكر المنعم الذي يقضي العقل بوجوبه لا بكيفيته.
الرابعة : إزالة خوف المكلّف في تصرّفاته في ملك غيره ؛ لما دلّ الدليل العقلي على كون هذه الأشياء مملوكة له تعالى ، والتصرّف في ملك الغير غير جائز عقلا (٢).
الخامسة : أنّ بعض الأغذية نافع وبعضها ضار ، والتجربة تفتقر إلى أدوار تقصر عنها الأعمار فتخبرنا بذلك.
السادسة : حفظ النوع الإنساني من الفناء بشرع العدل الذي لا يعلم إلّا منه كما يجيء بيانه.
السابعة : تكميل أشخاص الإنسان بحسب استعداداتهم وكذا تعليمهم الصنائع الخفية والأخلاق والسياسات ، وما هذا شأنه حسن بضرورة العقل.
__________________
(١) ولذلك إنّ الإمام لا يحتاج في علمه وسائر كمالاته إلى التعلّم من أحد من البشر ، وهو غنيّ عن استفادة كمال من البشر بل هو المعلّم لهم ، وعلمه لدني من جانب الله تعالى بواسطة النبي صلىاللهعليهوآله «وعلّمناه من لدنّا علما» فمن ادّعى أنّ الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام تعلّم الخطّ عن بعض أهل مكة مثلا وأدّى رسول اللهصلىاللهعليهوآله أجرة ذلك من مال خديجة عليهاالسلام كما تفوّه بهذا الكلام الشائن بعض أبناء العصر فقد خبط خبط العشواء وتفوّه بما لم يتفوّه به أحد من المسلمين وغيرهم ، عصمنا الله تعالى من هذه الأقوال الشائنة الكاذبة الصادرة عن بعض الأفواه.
(٢) مبنيّ على أنّ الأشياء قبل ورود الشرع على حظر.