أو فاسقا متغلّبا أو بويع له ثمّ تاب (١) وقالت الخوارج وبعض المعتزلة : هي جائزة في كلّ صنف بشرط الفضل والقيام بها وإن لم يكن قرشيّا ، وقال المحقّقون من الجمهور : يجب أن يكون مكلّفا ذكرا حرّا عدلا قرشيّا لا غير. وهل يجب أن يكون ذا رأي في تدبير الحرب وأن يكون شجاعا ومجتهدا في أصول الدين وفروعه؟ فقال جماعة : لا يجب بل يكفي أن يثبت من (٢) دون هذه الصفات.
وقالت الزيدية : يجب أن يكون فاطميا عالما زاهدا شجاعا داعيا إلى نفسه ، وبعضهم لم يشترط كونه فاطميا بل يكفي كونه ولو علويا. واشترط الجارودية خاصّة كونه أفضل أهل زمانه ولم يشترطه غيرهم ، بل جوز السليمانية والصالحية (٣) إمامة
__________________
(١) مقتضى هذا الكلام أنّه ولو كانت توبته من الكفر ـ فينبغي أن يقال : إنّ ما ذكره الحشوية من صفات الإمام إنّما هي صفات الملوك الجبابرة الغاشمة الذين لا اهتمام لهم إلّا برئاسة الدنيا فقط ، وأمّا الإمام الذي له رئاسة الدين والدنيا خلافة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله فهي ليست من صفاته ، فإنّ الملوك هم الذين يستقلون بالرئاسة مع أنواع الفسق والفجور والتغلّب والتسلّط ولو بالقهر والغلبة وارتكاب القتل بغير حقّ وأنواع الجنايات الفجيعة التي يرتكبونها ولو بقتل أعزّ أولادهم ، فإنّ «الملك عندهم عقيم» فانظر إلى التواريخ ، واقرأ ما ضبطه التاريخ من جناياتهم على الدين والدنيا وارتكابهم أنواع الفجائع والموبقات ، وقد سوّدوا بأعمالهم الشنيعة وجه تاريخ البشرية بجهة النيل إلى الرئاسة الظالمة.
(٢) بل يكفي من ثبت فيه هذه الصفات ـ خ : ـ (آ).
(٣) إنّا آثرنا على أنفسنا أن لا نشرح في تعاليقنا على الكتاب أحوال الفرق التي أشار المصنّف (ره) إليها في هذا المقام وغيره ؛ خوفا من إطالة الكلام في التعليقات مع عدم كثير فائدة في ذلك ، فإنّ أحوال الفرق مذكورة في الكتب المتداولة في بيان الفرق والملل والنحل ، وتلك الكتب سهلة التناول لمن يريد الرجوع إليها ، ولكن غير خفيّ على الخبير أنّ الكتب المؤلّفة في بيان عقائد الفرق لا ينبغي الركون إليها والاعتماد عليها في كلّ ما اشتمل عليه من نسبة الآراء والعقائد المنسوبة إلى الفرق فيها ، فإنّها مؤلّفه على نزعة التعصّب البغيض من دون استناد إلى مصدر وثيق كما هو ظاهر لمن راجع تلك الكتب ، ككتاب الفرق بين الفرق للبغدادي والملل والنحل للشهرستاني المتعصّب العنيد كما صرّح به الإمام الرازي في المناظرات وكما ذكرنا في تعاليقنا على كتاب أنيس الموحّدين بالفارسية ـ انظر ص ٩٨ ـ ٩٩ وفي تعاليقنا على الأنوار النعمانية ، ج ١ ، ص ٢٩ تبريز وراجع المجلد الأوّل من الموسوعة الكبيرة أعيان الشيعة. وقال المحقّق الأكبر الخواجة نصير الدين الطوسي (ره) في نقد المحصّل حيث نقل الإمام الرازي في المحصّل آراء مختلقة بل مختلفة منسوبة إلى فرق الشيعة ما هذا لفظه الشريف : أقول : هذه اختلافات رويت عن الشيعة القائلين بإمامة علي عليهالسلام ، وأكثرها ممّا لم يوجد له أثر غير المكتوب في كتب غير معتمد عليها. انظر إلى كلام هذا ـ