رسول الله صلىاللهعليهوآله هل للأنصار في هذا الأمر حقّ؟ وبين القولين تناقض ، وكذا قوله : ليتني في ظلّة بني ساعدة ضربت على يد أحد الرجلين فكان هو الأمير وكنت الوزير وهذا يدلّ على شكّه في كونه محقّا في خلافته وتقدّمه وتندّمه على دخوله فيها.
الخامس : أنّه خالف الرسول صلىاللهعليهوآله في أمور.
الأوّل : أنّه تخلّف عن جيش أسامة مع أمره عليه (١) بقوله : «نفذوا جيش أسامة» يكرّر ذلك ، وكان أبو بكر وصاحباه من جملة الجيش كما ذكره أصحاب السير وذكره البلاذري ، والأمر للوجوب ـ كما تقرّر في أصول الفقه ـ وانضمّت إليه قرائن تدلّ على الفور فيكون المخالف عاصيا ، هذا مع أنّهم علموا أنّ القصد في إنفاذهم توطئة الأمر لعليعليهالسلام.
الثاني : أنّه استخلف عمر بعد موته ، وعندهم أنّ الرسول صلىاللهعليهوآله مات ولم يستخلف ، فقد خالفه.
الثالث : أنّه ولى عمر والحال أنّ النبي صلىاللهعليهوآله لم يولّه إلّا في خيبر ورجع منهزما ، وولّاه مرّة أخرى في جباية الصدقة فشكاه العبّاس ، فعزله صلىاللهعليهوآله.
السادس : أنّه قال «أقيلوني فلست بخيركم وعليّ فيكم» فإن كانت الخلافة له بحقّ فاستقالته معصية ، وإن لم تكن بحق فذلك أعظم لما سمع أنّه قال : «إن أسقمت فأعينوني وإن اعوججت فقوّموني إنّ لي شيطانا يعتريني».
السابع : أنّ عمر صاحبه يشهد أنّ بيعته «كانت فلتة وقي الله المسلمين شرّها فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه» والفلتة في اللغة : الزلّة والبغتة. والمراد (٢) هو الأوّل لقوله : «وقي الله المسلمين شرّها» ولذلك قال عمر : «والهفاه على ضئيل (٣) بني تيم بن مرّة لقد تقدّمني ظالما وخرج إليّ منها آثما (٤)».
__________________
(١) مع علمه بقوله صلىاللهعليهوآله : ـ خ : (آ).
(٢) ومراده ـ خ : (آ).
(٣) ضهيل ـ خ : (د).
(٤) فقال له المغيرة : هذا تقدّمك ظالما قد عرفناه فكيف خرج إليك منها آثما؟ قال : ذلك إنّه لم يخرج إليّ منها ـ