الثالث عشر : أنّه لمّا حضرته الوفاة وأشير عليه بالوصية ، فقال : ادعوا لي عليّا وعثمان وطلحة والزبير وسعدا وعبد الرحمن بن عوف (١) ، فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله مات وهو راض عن هؤلاء الستّة أريد أن أجعلها شورى بينهم ، فلمّا حضروا قال لطلحة : أما إنّي أعرفك منذ أصيبت إصبعك يوم أحد وائبا (٢) بالذي حدث لك ، ولقد مات رسول اللهصلىاللهعليهوآله ساخطا عليك بالكلمة التي قلتها يوم نزلت آية الحجاب (٣) ، وقال لعلي عليهالسلام : لله أنت لو لا دعابة فيك ، أما والله لئن ولّيتهم لتحملنّهم على الحقّ الواضح والمحجّة البيضاء ، وقال لسعد : إنّما أنت صاحب نصب (٤) مقنب وأسهم (٥) وأين زهرة والخلافة (٦) وقال لعبد الرحمن : لا يصلح هذا الأمر لمن فيه ضعف كضعفك وما زهرة وهذا الأمر؟! ووصف الزبير بالبخل وأنّه يوما إنسان ويوما شيطان.
ثمّ أقبل على عثمان وقال قائلا : كأنّي (٧) بك قد قلّدتك قريش هذا الأمر لحبّها إيّاك (٨) فحملت بني أمية وبني معيط على رقاب الناس ، فسارت إليك ذؤبان العرب فذبحوك ، والله إن فعلوا لتفعلنّ ولئن فعلت ليفعلنّ بك (٩) ثمّ قال لأبي طلحة الأنصاري : إذا دفنت كن مع خمسين رجلا من الأنصار ، واحمل هؤلاء الستة على
__________________
(١) وسعد بن أبي وقّاص ـ خ : (د) والظاهر أنّه زائد.
(٢) وائبا : غاضبا.
(٣) الكلمة المذكورة أنّ طلحة لمّا نزلت آية الحجاب قال : إن قبض النبيّ صلىاللهعليهوآله لننكحنّ أزواجه من بعده ، فما جعل الله محمدا صلىاللهعليهوآله بأحقّ ببنات عمّنا ـ فأنزل الله تعالى فيه : «وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا» قال الجاحظ : لو قال لعمر قائل : أنت قلت : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله مات وهو راض عن الستة ، فكيف تقول الآن لطلحة : إنّه مات عليهالسلام ساخطا عليك للكلمة التي قلتها ـ لكان قد رماه بمشاقصه ، ولكن من الذي كان يجسر على عمر أن يقول له ما دون هذا فكيف هذا؟!.
(٤) نصب ـ خ : (د).
(٥) صاحب مقنب من هذه المقانب تقاتل به وصاحب قنص وقوس وأسهم وما زهرة والخلافة ... شرح النهج لابن أبي الحديد. المقنب : جماعة الخيل.
(٦) وما زهرة ـ شرح النهج قبيلة سعد بن أبي وقّاص.
(٧) هيها إليك ـ شرح النهج.
(٨) لك ـ خ ل ـ خ : (د).
(٩) بك ـ خ : (د).