فيكون له كبوة ، وهو باطل بما تقدم ، وإن كان من جهة الرسول (١) صلىاللهعليهوآله لزم تقصيره في التبليغ وعدم حرصه ، وهما باطلان ، سلّمنا لكن إسلام علي عليهالسلام حال الطفولية لقولهعليهالسلام في شعره :
سبقتكم إلى الإسلام طرّا |
|
صغيرا (٢) ما بلغت أوان حلمي |
وإسلام الصبيّ مختلف في صحّته ، وأمّا أبو بكر فإسلامه وهو بالغ عاقل وغير مختلف في صحّته ، فيكون معتبرا ، سلّمنا لكن عليّ عليهالسلام كان صبيا حال إسلامه غير مشهور (٣) ولا مقبول القول ، فلم يحصل بإسلامه شوكة للإسلام ، وأبو بكر كان على العكس من ذلك ، فيكون إيمانه منتفعا في قوة الدين فيكون إيمانه أفضل.
قلت : الجواب عن الأوّل : أنّا نمنع صحّة الخبر فهو خبر واحد ، سلّمنا لكن لا يدلّ على سبق إسلامه ، بل على عدم التوقّف في القبول ، فيكون التأخر (٤) لعدم لقاء رسول الله صلىاللهعليهوآله في أوقات طويلة كان رسول الله صلىاللهعليهوآله ، مشتغلا فيها بعرض الإسلام على غيره فلا يكون مقصّرا ، سلّمنا لقاءه له لكن جاز أن يكون قد عرف منه في ذلك الوقت العناد وعدم القبول فأخّره إلى زمن القبول ؛ لعلمه بعدم التأثير قبله.
وعن الثاني بالمنع أيضا من صباه حينئذ ؛ لأنّه عليهالسلام عاش خمسا وستين سنة ، وقيل :
ستّا وستّين ، والنبي صلىاللهعليهوآله بقي بعد الوحي ثلاثا وعشرين سنة ، وعلي عليهالسلام بقي بعده قريبا من ثلاثين سنة ، فإذا أسقطنا ثلاثا وخمسين ممّا تقدّم يكون عمره الشريف اثنتي عشرة سنة أو ثلاث عشرة سنة ، والبلوغ في هذا ممكن فوجب الحكم بصحّته (٥) ، ووقوعه
__________________
(١) رسول الله ـ خ : (آ).
(٢) غلاما ـ خ ل ـ خ : (د) وكذا في الاحتجاج للطبرسي (ره) ، وبعد هذا البيت :
وصلّيت الصلاة وكنت طفلا |
|
مقرّا بالنبيّ في بطن أمّي |
وينبغي الرجوع في التحقيق حول هذه الأبيات إلى الأثر الخالد الغدير ، ج ٢ ص ٢٥ طبعة طهران. قال قتادة : أما بيته : غلاما ما بلغت أوان حلمي. فإنّما قال : قد بلغت ـ البحار ، ج ٣٧ ، ص ٢٣٦.
(٣) مشهود ـ خ : (آ).
(٤) التأخير ـ خ : (آ).
(٥) هنا تعليق يأتي في آخر الكتاب.