المذكورة إذ قالت أمّ سلمة : ألست من أهل بيتك؟ قال : إنّك على خير ، وكون ما قبلها مختصّا بالنساء لا يمنع من اختصاصها بهم لجواز الانتقال من خطاب إلى آخر ، وحينئذ نقول : الذنب رجس ، وكلّ رجس فهو منفيّ عن أهل البيت ، فالذنب منفي عنهم (١) ، وهم مطهرون منه وعليّ عليهالسلام سيّدهم ، فيكون مطهّرا من الذنوب.
الحادي عشر : إخباره بالمغيّبات كإخباره عن نفسه الشريفة بالقتل في شهر رمضان ، وقوله للبراء بن عازب : «يقتل ولدي الحسين عليهالسلام وأنت حيّ لا تنصره» وكان كذلك. وقوله عليهالسلام لسعد بن أبي وقّاص حين قال : كم على رأسي من طاقة شعر؟ : «إنّ في بيتك لسخلا يقتل ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله» وكان ابنه صبيا حينئذ.
وقوله : «بمعنى إخباره» (٢) عن خالد بن عرفطة : «لن يموت حتّى يقود جيش ضلالة حامل رايته حبيب بن جمار ، فقام إليه حبيب فقال : إنّي لك شيعة وإنّي لك لمحبّ ، فقال : إيّاك أن تحملها ، ولتحملنها وتدخل بها من هذا الباب» وأشار إلى باب الفيل (٣) ، فلمّا بعث ابن زياد عمر بن سعد لعنهما الله لقتال الحسين عليهالسلام جعل على مقدّمته خالدا وحبيب حامل رايته. وإخباره ميثما (ض) أنّ أباه سمّاه ميثما وأنّه يصلب على باب عمرو بن حريث عاشر عشرة ، وأراه النخلة التي يصلب على جذعها وغير
__________________
(١) فإنّ المنفيّ في الآية الشريفة عن أهل البيت عليهمالسلام هو كلّ الأرجاس ، ومصب الآية الأرجاس الباطنية ، وأما الظاهرية فأهل البيت عليهمالسلام كانوا يجتنبون عنها يقينا ، والألف واللام في «الرجس» إمّا للاستغراق أو للجنس ، يفيد العموم فكلّ الأرجاس الباطنية من الذنب والجهل والخطإ والنسيان والطمع والحقد والحسد والعناد والبخل واللئامة ، وكلّ الصفات الرذيلة والأرجاس المعنوية منفيّ عنهم عليهمالسلام ، فقول المصنّف (ره) : «الذنب رجس ، وكلّ رجس فهو منفيّ عن أهل البيت عليهمالسلام» في غاية المتانة ، فإنّ المنفي في الآية عنهم عليهمالسلام هو الكبرى الكلية ، والذنب من صغرياتها ومصاديقها البارزة فينطبق عليها وكذا سائر الأرجاس والقذارات الباطنية.
(٢) ما بين القوسين من ـ خ : (د).
(٣) هو باب الثعبان واشتهر بباب الفيل في زمن بني أمية ، قال العلّامة (ره) : كان أهل الكوفة يسمّون الباب الذي دخل منه الثعبان باب الثعبان ، فأراد بنو أمية إطفاء هذه الفضيلة ، فنصبوا على ذلك الباب فيلا مدة طويلة حتّى سمّى بباب الفيل انظر منهاج الكرامة ، ص ٨٣ طبعة تبريز.