الثامن : الحرص والشدّة في إقامة حدود الله تعالى ، وحاله في ذلك أشهر من أن يقال حتّى قال في كتابه إلى بعض عماله : لو أنّ الحسن والحسين فعلا مثل الذي فعلت لما كانت لهما عندي هوادة ، ولا ظفرا منّي باردة حتّى آخذ الحقّ منهما ، وأزيح الباطل عن مظلمتهما.
التاسع : شرف الخلق وحسنه حتّى نسبه عمر إلى الدعابة مع شدّة بأسه وهيبته ، قال صعصعة : كان بيننا كأحدنا في لين جانب وشدّة تواضع وسهولة قياد ، وكنّا نهابه مع ذلك مهابة الأسير المربوط للسيّاف الواقف على رأسه (١) وقال معاوية يوما لقيس سعد بن عبادة(٢) : رحم الله أبا حسن فلقد كان هشّا بشّا ذا فكاهة ، فقال قيس : أما والله لقد كان مع تلك الفكاهة والطلاقة أهيب من ذي لبدتين قد مسّه الطوى تلك هيبة التقوى ليس كما تهابك طغام الشام.
العاشر : الطهارة من الذنوب قال سبحانه : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٣) ولما نزلت أدار النبي صلىاللهعليهوآله الكساء على عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، وقال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس.
كذا روته أمّ سلمة وغيرها (٤) وليس الآية في النساء وإلّا لأنّث الضمير (٥) وللرواية
__________________
ـ حرب إمام زمانها وأشعلت نار الفتنة ، وأجّجت التهابها وأهرقت أم المؤمنين دماء أولادها ، ونسيت آية القرآن الكريم : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ...)
ونسيت آية التبرج أم لم |
|
تدر أنّ الرحمن عنه نهاها |
حفظت أربعين ألف حديث |
|
ومن الذكر آية تنساها |
ونعم ما أبدع السيّد (ره) على ما نقله الجاحظ :
جاءت مع الأشقين في لمّة |
|
تقود للبصرة أجنادها |
كأنّها في فعلها هرّة |
|
من جوعها تأكل أولادها. |
(١) و (٢) شرح النهج لابن أبي الحديد ، ج ١ ، ص ٢٥ طبعة دار إحياء الكتب العربية ١٣٧٨.
(٣) الأحزاب ٣٣ : ٣٣.
(٤) انظر إلى الفضائل الخمسة ، ج ١ ، ص ٢٢٤ ـ ٢٤١ طبعة النجف وغاية المرام ، ص ٢٨٧.
(٥) هنا تعليق يأتي في آخر الكتاب.