أولياء المرأة ، وأخذه (١) دية العين من المقتصّ من الأعور ، وتخليفه رجلا يصلّي بالضعفاء صلاة العيدين في المسجد ، وإحراقه رجلا لاط وكان عليه الرجم ، وجعله مهور البغايا في عطاء غنى وباهلة ، فإن كانوا مؤمنين فما وجه التخصيص وإلّا فلا يجوز اعطاؤهم.
والجواب : تفصيلا (٢) ذكره السيد في الشافي (٣) فلا نطوّل بإعادته. وإجمالا بأنّ ذلك لو قدح في علمه لقدح في النبيّ صلىاللهعليهوآله ؛ لأنّه قال : أقضاكم علي ، وإنّ الحقّ يدور معه كيفما دار وقال : «اللهمّ اهد قلبه وثبّت لسانه» لمّا بعثه قاضيا إلى اليمن ، فقالعليهالسلام : «ما شككت في قضاء بين اثنين» وقال صلىاللهعليهوآله : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب» (٤).
وأيضا لو كانت هذه الأحكام باطلة لطعن بها بنو أمية وغيرهم من أعدائه الشديدي الحرص على إطفاء نوره ، ولكن ليس ، فليس.
الخامس : أنّه قعد عن طلب الخلافة وبايع أبا بكر ، وصوّب كثيرا من أحكام القوم
__________________
(١) نصف ـ تلخيص الشافي ، ج ٢ ، ص ٢٨٠ طبعة النجف.
(٢) مفصّلا ـ خ : (آ).
(٣) وقد أثنى الشيخ الطبرسي (ره) على هذا الكتاب الخالد النفيس ، وهو من جلائل الكتب ونفائس الآثار في كتابه إعلام الورى عند ذكره الأدلّة السمعية على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام بقوله : وأمّا الادلة السمعية على ذلك فقد استوفاها أصحابنا رضي الله عنهم قديما وحديثا في كتبهم ، لا سيما ما ذكر السيد الأجلّ المرتضى علم الهدى ذو المجدين قدّس الله روحه في كتاب الشافي في الإمامة فقد استولى على الأمد ، وغار في ذلك وأنجد وصوّب وأرشد وبلغ غاية الاستيفاء والاستقصاء ، وأجاب على شبه المخالفين التي عوّلوا على اعتمادها ، واجتهدوا في إيرادها أحسن الله عن الدين وكافة المؤمنين جزاءه ـ انظر ص ١٦٣ طبعة طهران سنة ١٣٧٩. وتلخيص الشافي لتلميذه شيخ الطائفة الطوسي قدّس الله روحه أيضا كتاب نفيس وأثر خالد لخصّه الشيخ (ره) وهذّبه في غاية الجودة والمتانة ، مطبوع في أربعة أجزاء في النجف الأشرف سنة ١٣٨٣.
(٤) يروي هذا الحديث باختلاف بسيط في ألفاظه عامّة المؤرّخين من أهل السنة بحيث لا يسع المقام لذكر مصادره ، وقد صنّف الفاضل العلّامة المحدّث أحمد بن محمد بن الصديق المغربي نزيل القاهرة كتابا نفيسا وسمّاه ب «فتح الملك العلي بصحّة حديث باب مدينة العلم علي عليهالسلام» مطبوع بمصر سنة ١٣٥٤ ، وذكر طرق هذا الحديث الشريف وحقّق أسناده على طريقة أهل السنة ، وهو كتاب فائق في بابه.