أن أقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، وهذا الكلام يشتمل على التناقض إن أراد بقوله : ما كذبت ولا كذبت عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله وإلّا فعلى ادّعاء الوحي ، وكلاهما طعن.
والجواب : أمّا قوله : «والله ما كذبت» فصحيح ، لكنه قاله بعد الحرب وفقدان ذي الثدية بعد التفتيش ، ومعناه أنّي (١) ما كذبت في قولي عن رسول الله : إنّي أقاتل المارقين ، وأنّ آيتهم (٢) ذو الثدية. وأمّا قوله عليهالسلام : «ما عهد إليّ فيهم النبي صلىاللهعليهوآله بشيء» فهو كذب من الراوي موضوع ، كيف وقد تظاهرت الأخبار أنّ رجلا من عسكره قال : يا أمير المؤمنين عليهالسلام إنّ القوم ذهبوا وقطعوا النهر فقال : لا والله ما قطعوه ولا يقطعونه حتّى يقتلوا دونه ، عهد من الله ورسوله ، وروى فضالة بن فضالة عنه في حديث أنّه قال : «إنّ فيما عهد إلي النبيّ الأمّي أنّي لا أموت حتّى أؤمر وأقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين وحتّى تخضب هذه من هذا».
ثمّ إنّه على تقدير صحّته يحتمل أن يريد ما عهد إليّ في أمرهم مع الله لا (٣) في قتالهم ، وذلك لأنّهم لم (٤) يقصدوا الباطل وإنّما كانوا ضعفاء العقول ، طلبوا الحقّ فضلّوا عنه ، ولذلك قال عليهالسلام : «لا تقتلوا الخوارج بعدي».
الرابع : ما أورده النظّام أيضا ، وهو أنّه حكم بأحكام خالف بها الإجماع ، كبيع أمّهات الأولاد وقطع (٥) السارق من أصول الأصابع ، ودفع السارق إلى الشهود ، وجلد الوليد بن عقبة أربعين سوطا ، وجهره بتسمية رجال في القنوت ، وقبول شهادة الصبيان بعضهم على بعض والله يقول : (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ) (٦) وأخذه دية الرجل من
__________________
(١) إنّي ـ خ : (د).
(٢) منهم ـ خ ل ـ خ : ـ (د).
(٣) لا ـ خ : (آ).
(٤) لا ـ خ : (د).
(٥) يد ـ خ : (د).
(٦) الطلاق ٦٥ : ٢.