هو الدرّاك الفعّال.
واستدلّوا على ثبوتها بأنّه قادر عالم ، وكلّ قادر عالم حيّ بالضرورة ، فحيث قد ثبتت قدرته وعلمه ثبت أنّه حيّ بالضرورة.
ونقل عن الرازي في بعض كتبه أنّه قال : الحياة قد يوصف بها النباتات وقد يوصف بها الإنسان والحيوانات ، والجهة التي وصف بها كلّ منها هو كونه على الوجه الذي يترتّب عليه الكمالات التي من شأنه ، فالحياة في حقّه تعالى عبارة عن كونه على الوجه الأرفع الأتمّ الذي يليق بجلال ذاته وكمال صفاته.
ولهذا جاء في بعض الأخبار كما في كتاب التوحيد عن الصادق عليهالسلام : أنّه حيّ لا بحياة ، فيكون مجرى الحياة مجرى الصفات الذاتية ، والغرض من هذا نفي الحياة
__________________
ـ المترجمين له الذين صرّحوا بكونه مجوسيا فقد صرحوا أيضا بإسلامه ، فقبول قولهم في الأول والترديد في الثاني ممّا لا يمكن المصير إليه.
وأضف إلى ذلك أنّه إن كان باقيا في عقيدة المجوسية البائدة لكان يظهر ذلك قهرا من تضاعيف كلماته ورشحات أقلامه وفلتات لسانه ، وتتبعنا كلماته وعباراته على ما وصل إلينا منها فلم يظهر لنا إلى الآن شيء من ذلك ، وهذا ممّن كان باقيا على مجوسيته طيلة حياته في غاية البعد. ومثل هذا الحكيم وبياناته في مسائل التوحيد والخير والشرّ على طريقة الحكماء الإلهيين والإسلاميين لا يستقيم مع بقائه على المجوسية.
ولم أقف من المترجمين له أن يتردّد في إسلامه كما هو المشهور بينهم سوى بعض من هو مبتلى بمرض التعصّب القومي البغيض من أبناء العصر في بعض الموارد فقد وصفه بالمجوسي.
والحقّ أنّ القرائن الدالّة على إسلامه قويّة وأقوال المترجمين له صادقة ، فلا ينبغي الركون إلى هذه التخيّلات الواهية.
ولذلك قال المتتبع الشهير «دهخدا» في كتابه الكبير لغت نامه بعد أن وصفه بالآذربايجاني ما لفظه بالفارسية «او در أول دين گبركان داشت وسپس مسلمانى گرفت» ـ انظر ج (آ) إلى «أبو سعيد» رقم ١ ، ص ٤٠١.
ونقل الفاضل الزنوزي (ره) في رياض الجنّة من كلماته الحكيمة قوله : العقل أنيس في الغربة. واللذات العقلية شفاء لا يعقبها داء وصحّة لا يلزمها سقم. من تعلّم العلوم العقلية ولم يتخلّق بأخلاق أربابها كان جاهلا بحقائق العلوم. وكلّ حكيم طلب زيادة على صاحبه فليس له علم الحكمة وليس له ذوقها. نقل لي هذه الكلمات صديقنا الجليل آقا ميرزا جعفر سلطان القرائي عن نسخة مخطوطة من رياض الجنة موجودة عنده.