الأحد السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة سنة ٨٢٦ ودفن بمقابر المشهد المذكور ، كما صرّح بتاريخ وفاته ودفنه في النجف تلميذه الفاضل الشيخ حسن بن راشد الحلّي (ره) كما كتبه بخطّه ، وقد نقلنا عين عباراته فيما تقدّم. ويبعد بعد دفنه في النجف نقله إلى محلّ آخر.
فما ذكره واحتمله قويّا في روضات الجنات بالنسبة إلى مدفنه فهو من الاحتمالات التي لا ينبغي الاعتماد عليها والركون إليها.
قال في الروضات : «ومن جملة ما يحتمل عندي قويّا هو أن يكون البقعة الواقعة في برية شهروان بغداد ، والمعروفة عند أهل تلك الناحية بمقبرة مقداد مدفن هذا الرجل الجليل الشأن ، بناء على وقوع وفاته رحمهالله تعالى في ذلك المكان أو إيصائه بأن يدفن هناك ، لكونه على طريق القافلة الراحلة إلى العتبات العاليات وإلّا فالمقداد بن الأسود الكندي الذي هو من كبار أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله مرقده المنيف في أرض بقيع الغرقد الشريف ، لما ذكر المؤرّخون المعتبرون من أنّه رضي الله عنه توفّي في أرضه بالخوف ، وهو على ثلاثة أميال من المدينة فحمل على الرقاب حتّى دفن بالبقيع» (١) انتهى.
ونقل هذا الاحتمال المحدث القمّي (ره) عن الروضات في كتابه الكنى والألقاب (٢). وفي الفوائد الرضوية (٣) ، وكذا شيخنا الأستاذ (ره) في الريحانة (٤).
وقال الفاضل المعاصر رحمهالله تعالى ـ وأجاد فيما قال ـ في مقدّمة كنز العرفان بعد نقل هذا الاحتمال ما هذا لفظه : «لكنّه من عجيب الاحتمال حيث إنّ المسمّين بالمقداد كثيرون ، وليس لنا أن نقول بأنّ المقبرة المشهورة عندهم لما لم تكن للمقداد بن أسود الكندي فليكن للمقداد بن عبد الله السيوري ، بل الشيخ المترجم له قد توفّي بالمشهد الغروي على ساكنه آلاف التحية والثناء ضحى نهار الأحد السادس والعشرين من جمادى الآخرة سنة ٨٢٦ الهجرية ، ودفن بمقابر المشهد المذكور على ما صرّح به تلميذه الشيخ حسن بن راشد الحلّي».
__________________
(١) الروضات ، ج ٧ ، ص ١٧٥ ـ ١٧٦ ، طبعة قم.
(٢) الكنى والألقاب ، ج ٣ ، ص ٧ ، طبعة صيدا.
(٣) الفوائد الرضويّة ، ج ٢ ، ص ٦٦٧ ، طبعة طهران.
(٤) ريحانة الأدب ، ج ٤ ، ص ٢٨٣ ، طبعة تبريز.