يمكن أن ندخلها تحت الأقسام الثلاثة التالية : مقبول ، ومردود ، ومتردّد فيه بين القبول والردّ (١).
فالأحسن تقسيمها ـ حسب تقسيم الدكتور أبي شهبة ـ إلى موافق لما في شرعنا ، ومخالف ، ومسكوت عنه (٢).
وتقسيم آخر أيضا لعلّه أولى : إما منقول بالحكاية شفاها ـ وهو الأكثر المروي عن كعب الأحبار وابن سلام وابن منبّه وأمثالهم ـ أو موجود بالفعل في كتب العهدين الموجودة بأيدينا اليوم ، وهذا كأكثر ما ينقله أئمّة الهدى ، ولا سيّما الإمام أبو الحسن الرضا عليهالسلام احتجاجا على أهل الكتاب ، وليس اعتقادا بمضمونه.
ثم إنّ المنقول شفاها أو الموجود عينا إمّا موافق لشرعنا أو مخالف أو مسكوت عنه. ولكل حكمه الخاص ، نوجزه فيما يلي :
أما المنقولات الشفاهية ، حسبما يحكيه أمثال كعب وابن سلام وغيرهما ، فجلّها إن لم نقل كلّها ، موضوع مختلق ، لا أساس له ، وإنما مصدرها شائعات عامّيّة أسطوريّة ، أو أكاذيب افتعلها مثل كعب وابن سلام ، أو عبد الله بن عمرو وأضرابهم ؛ إذ لم نجد في المرويّات عن هؤلاء ما يمكن الوثوق إليه. فهي بمجموعتها مردودة عندنا ، حسبما تقتضيه قواعد النقد والتمحيص.
إنّنا نسيء الظنّ بأمثال هؤلاء ممن لم يخلصوا الولاء للإسلام ولم يمحضوا النصح للمسلمين ، كما لا نثق بصحّة معلوماتهم غير الصادرة عن تحقيق رصين ، سوى الاعتماد على الشائعات العامّيّة المبتذلة إن لم تكن مفتعلة. إنّنا نجد في طيّات كلامهم بعض الخبث واللّؤم المتخذ تجاه موضع الإسلام القويم ، وربّما
__________________
(١) الإسرائيليات للذهبي ، ص ٤٧ ـ ٥٤.
(٢) الإسرائيليات والموضوعات ، ص ١٠٦ ـ ١١٤.