كان حقدا على ظهور الإسلام وغلبة المسلمين. فحاولوا التشويه من سمعة الإسلام والتزعزع من عقائد المسلمين.
هذا هو الطابع العام الذي يتّسم به وجه الإسرائيليّات على وجه العموم.
قال الأستاذ أحمد أمين : وأما كعب الأحبار أو كعب بن ماتع اليهوديّ ، كان من اليمن ، وكان من أكبر من تسرّبت منهم أخبار اليهود إلى المسلمين ، وكان كلّ تعاليمه ـ على ما وصل إلينا ـ شفويّة ، وما نقل عنه يدلّ على علمه الواسع بالثقافة اليهوديّة وأساطيرها.
قال : ونرى أنّ هذا القصص هو الذي أدخل على المسلمين كثيرا من أساطير الأمم الأخرى كاليهوديّة والنصرانيّة ، كما كان بابا دخل منه على الحديث كذب كثير ، وأفسد التاريخ بما تسرّب منه من حكاية وقائع وحوادث مزيّفة ، أتعبت الناقد وأضاعت معالم الحق (١).
وهكذا قال ابن خلدون فيما سبق من كلامه : فإنّما يسألون أهل الكتاب قبلهم ، وهم أهل التوراة من اليهود ومن تبع دينهم من النصارى. وأهل التوراة الذين بين العرب يومئذ بادية مثلهم ، ولا يعرفون من ذلك إلّا ما تعرفه العامّة من أهل الكتاب ، ومعظمهم من حمير الذين أخذوا بدين اليهوديّة ، فلمّا أسلموا بقوا على ما كان عندهم ، وهؤلاء مثل كعب الأحبار ووهب بن منبّه وعبد الله بن سلام وأمثالهم ، فامتلأت التفاسير من المنقولات عندهم ، وهي أخبار موقوفة عليهم. وتساهل المفسّرون في مثل ذلك وملئوا كتب التفسير بهذه المنقولات ، وأصلها ـ كما قلنا ـ عن أهل التوراة الذين يسكنون البادية ، ولا تحقيق عندهم
__________________
(١) فجر الإسلام ، ص ١٦٠ ـ ١٦١.