بالزهرة (١).
ويذكر السيوطي أيضا في كتابه ؛ ما رواه ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصحّحه (٢) ، والبيهقي في سننه ، عن عائشة : أنها قدمت عليها امرأة من دومة الجندل ، وأنها أخبرتها أنها جيء لها بكلبين أسودين فركبت كلبا ، وركبت امرأة أخرى الكلب الآخر ، ولم يمض غير قليل ، حتى وقفتا ببابل. فإذا هما برجلين معلّقين بأرجلهما ، وهما هاروت وماروت ، واسترسلت المرأة التي قدمت على عائشة في ذكر قصّة عجيبة غريبة.
ويذكر ايضا : أن ابن المنذر أخرج من طريق الأوزاعي ، عن هارون بن رباب ، قال : دخلت على عبد الملك بن مروان وعنده رجل قد ثنّيت له وسادة ، وهو متّكئ عليها ، فقالوا : هذا قد لقي هاروت وماروت ، فقلت هذا ، قالوا نعم ، فقلت : حدّثنا رحمك الله ، فأنشأ الرجل يحدّث بقصة عجيبة غريبة (٣).
وكل هذا من خرافات بني إسرائيل ، وأكاذيبهم التي لا يشهد لها عقل ، ولا نقل ، ولا شرع ، ولم يقف بعض رواة هذا القصص الخرافي الباطل عند روايته عن بعض الصحابة والتابعين ، ولكنهم أوغلوا باب الإثم ، والتجنّي الفاضح ، فألصقوا هذا الزور إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ورفعوه إليه. فقد قال السيوطيّ : أخرج سعيد ، وابن جرير ، والخطيب في تاريخه ، عن نافع ، قال : سافرت مع ابن عمر ، فلما كان من آخر الليل قال : يا نافع ، انظر هل طلعت الحمراء؟ قلت : لا ، مرّتين أو ثلاثا ، ثم
__________________
(١) الزهرة ، كرطبة ـ يعني بضم الزاي وفتح الهاء ـ : نجم في السماء كما في القاموس وغيره.
(٢) تصحيح الحاكم غير معتد به ؛ لأنه معروف أنه متساهل في الحكم بالتصحيح ، كما قال ابن الصلاح وغيره. وقد صحّح أحاديث تعقّبها الإمام الذهبي وحكم عليها بالوضع.
(٣) الدر المنثور ، ص ١٠١ وتفسير الطبري ، ج ١ ، ص ٣٦٦.