مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(١).
فقد روي عن قتادة أنه قال : نظر موسى في التوراة ، فقال : ربّ إني أجد في الألواح أمّة خير أمّة أخرجت للناس ، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، اجعلهم أمّتي. قال : تلك أمة أحمد ، قال : رب إني أجد في الألواح أمّة هم الآخرون ـ أي آخرون في الخلق ـ سابقون في دخول الجنة ، رب اجعلهم أمّتي ، قال : تلك أمّة أحمد ، قال : رب إني أجد في الألواح أمّة أناجيلهم في صدورهم ، يقرءونها ، وكان من قبلهم يقرءون كتابهم نظرا ، حتى إذا رفعوها ، لم يحفظوا شيئا ، ولم يعرفوه ، وإن الله أعطاهم من الحفظ شيئا لم يعطه أحدا من الأمم ، قال : رب اجعلهم أمّتي ، قال : تلك أمّة أحمد ، قال : رب إني أجد في الألواح أمة يؤمنون بالكتاب الأول ، وبالكتاب الآخر ، ويقاتلون فصول الضلالة ، حتى ليقاتلون الأعور الكذاب ، فاجعلهم أمّتي ، قال : تلك أمة أحمد ، قال : رب إني أجد في الألواح أمّة صدقاتهم يأكلونها في بطونهم ويؤجرون عليها ، وكان من قبلهم إذا تصدّق بصدقة ، فقبلت منه بعث الله نارا فأكلتها ، وإن ردّت عليه تركت ، فتأكلها السباع والطير ، وإن الله أخذ صدقاتهم من غنيهم لفقيرهم ، قال : رب فاجعلهم أمّتي ، قال : تلك أمّة أحمد ، قال : رب إني أجد في الألواح أمّة ، إذا هم أحدهم بحسنة ثم لم يعملها كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت له عشر أمثالها إلى سبعمائة ، رب اجعلهم أمّتي ، قال : تلك أمّة أحمد ، قال : رب إني أجد في الألواح أمّة هم المشفّعون ، والمشفوع لهم ، فاجعلهم أمّتي ، قال : تلك أمة أحمد.
قال قتادة : فذكر لنا أن نبي الله موسى نبذ الألواح ، وقال : اللهم اجعلني من أمّة محمد.
__________________
(١) الأعراف / ١٥٠.