ذلك بهم ، فقال لهم الملك : إن إله إلياس كان أسرع إجابة من هؤلاء. فبعثوا في طلب إلياس ، فأتى ، فقال : أتحبون أن يفرج عنكم؟ قالوا : نعم ، قال : فأخرجوا أوثانكم. فدعا إلياس عليهالسلام ربه أن يفرج عنهم ، فارتفعت سحابة مثل الترس (١) ، وهم ينظرون ، ثم أرسل الله عليهم المطر ، فتابوا ورجعوا.
قال : وأخرج ابن عساكر ، عن كعب ، قال : «أربعة أنبياء اليوم أحياء ، اثنان في الدنيا : إلياس والخضر ، واثنان في السماء : عيسى وإدريس».
قال : وأخرج ابن عساكر ، عن وهب ، قال : دعا إلياس عليهالسلام ربه ، أن يريحه من قومه ، فقيل له : انظر يوم كذا وكذا ، فإذا رأيت دابة لونها مثل لون النار فاركبها. فجعل يتوقع ذلك اليوم ، فإذا هو بشيء قد أقبل على صورة فرس ، لونه كلون النار ، حتى وقف بين يديه ، فوثب عليه ، فانطلق به ، فكان آخر العهد به ، فكساه الله الريش ، وكساه النور ، وقطع عنه لذة المطعم والمشرب ، فصار في الملائكة عليهمالسلام.
قال : وأخرج ابن عساكر ، عن الحسن رضى الله عنه قال : إلياس عليهالسلام موكل بالفيافي.
والخضر عليهالسلام بالجبال ، وقد أعطيا الخلد في الدنيا إلى الصيحة الأولى (٢) ، وأنهما يجتمعان كل عام بالموسم.
قال : وأخرج الحاكم ، عن كعب ، قال : كان إلياس صاحب جبال وبرية يخلو فيها ، يعبد ربه عزوجل ، وكان ضخم الرأس ، خميص البطن ، دقيق الساقين ، في صدره شامة حمراء ، وإنما رفعه الله إلى أرض الشام ، لم يصعد به إلى السماء ، وهو الذي
__________________
(١) ما يلبسه المحارب.
(٢) يعني النفخة الأولى في الصور.