اللهم علّمه الكتاب والحساب وقه العذاب ـ وهناك زيادة ـ : وأدخله الجنّة.
وعلى كثرة ما جاء في فضائل معاوية من أحاديث لا أصل لها ، فإن إسحاق بن راهويه وهو الإمام الكبير وشيخ البخاري قد قال : إنه لم يصح في فضائل معاوية شيء (١).
وللعلامة الأميني هنا مقال ضاف بشأن المغالاة في فضائل معاوية ، وقد أردفها بما ورد في ذمّه من أحاديث صحاح لا مغمز في إسنادها ، جعلنا في غنى عن الكلام فيه هنا ، فراجع (٢).
وهكذا ذكر الأستاذ أبو ريّة : أن إشادة كهّان اليهود ـ يريد كعبا وأذنابه ـ إلى أنّ ملك النبي سيكون بالشام إنما هو لأمر خبيء في أنفسهم. وقد تبيّن أن الشام ما كان لينال من الإشادة بذكره والثناء عليه ، إلّا لقيام دولة بني أميّة فيه ، تلك الدولة التي قلبت الحكم من خلافة عادلة إلى ملك عضوض ، والتي تحت كنفها وفي أيامها نشأت الفرق الإسلاميّة التي فتت في عضد الدولة الإسلاميّة ومزّقتها تمزيقا ، واستفاض فيها وضع الحديث. فكان جديرا بكهنة اليهود أن ينتهزوا هذه الفرصة وينفخوا في نار الفتنة ، ويمدّوها بجيوش الأكاذيب والكيد. وكان من هذه الأكاذيب أن بالغوا في مدح الشام وأهله ، وأنّ الخير كل الخير فيه ، والشر كل الشر في غيره (٣).
ومما قاله هؤلاء الكهنة بهذا الشأن : إن ملك النبي سيكون بالشام ، روى البيهقي في الدلائل عن أبي هريرة ـ تلميذ كعب ـ مرفوعا : الخلافة بالمدينة
__________________
(١) الأضواء ، ص ١٢٨.
(٢) الغدير ، ج ١٠ ، ص ١٣٨ ، فما بعد.
(٣) الأضواء ، ص ١٧٠.